Sunday, August 2, 2015

قصة هند بدوي التى صرخت في وجه المشير

داليا العقاد 
نشر فى : الجمعة 23 ديسمبر 2011 - 10:45 ص | آخر تحديث : الجمعة 23 ديسمبر 2011 - 10:45 ص
فى نظر الكثيرين من أصدقائها، تمثل هند بدوى المعيدة بكلية التربية جامعة بنها «القلب الشجاع» ليس فقط لأنها تحملت السحل والضرب والتعذيب من الشرطة العسكرية فى أحداث مجلس الوزراء، لكن لانها الفتاة التى رفضت مواساة المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أثناء تلقيها العلاج فى مستشفى كوبرى القبة العسكرى، حينما «صرخت فى وجه، فاضطر إلى الخروج مسرعا مع تشريفته دون أن ينطق بكلمة».

هند حاليا محتجزة فى مستشفى سيد جلال الجامعى على ذمة قضية اتلاف منشآت والتحريض ضد الأمن «بلا أى إثبات أو دليل»، بعد أن وافقت النيابة بناء على طلب محاميها تحويلها إلى مستشفى حكومى لتلقى العلاج.

«إصابتها خطيرة ومفيش حته فى جسمها سليمة»، تقول فاطمة سراج محامية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، مشيرة إلى أنها كانت مكبلة بالقيود، وعليها حراسة شديدة من أفراد من الشرطة العسكرية «النائب العام حول قضيتها لقاضى تحقيق ومع ذلك لم يتحدد اسم القاضى بعد الذى سينظر فى القضية حتى الآن».

«وجهها مدمر مثل صورة عبودى» يقول الطالب أحمد عبدالعزيز من جامعة بنها الذى زارها فى المستشفى، مشيرا إلى أنها تلقت ضربا مبرحا فى غرفة فى مجلس الشعب، «كانت أول فتاة تدخل غرفة التعذيب، تقف مع آخريات فى صف واحد ويتم التناوب عليهن بالتعذيب مرة تلو الأخرى»، ويقول شهاب دياب أحد أصدقائها: «هند مضربة حاليا عن الطعام رغم إصابتها الخطيرة احتجاجا على سوء المعاملة، وعدم تلقيها الخدمة الطبية الملائمة»، ويتابع «فى رأسها فقط أكثر من 20 غرزة».

هند فى العشرينيات من عمرها من أسرة متوسطة، وليس لها علاقة بأعمال العنف فى مجلس الوزراء ولم يشفع لهند تفوقها الدراسى ودراستها العليا فى معاملة كريمة أثناء استكمال التحقيقات معها، يقول حاتم غنيم الناشط السياسى بحركة 6 ابريل. ويضيف «شاهدتها وهى يتم نقلها بواسطة كرسى متحرك فى عربة ترحيلات بدلا من عربة إسعاف»، «بعد ما شفت هند حسيت بالقهر والعجز».

آخر مظاهرة اشتركت فيها هند كانت فى جامعة بنها للمطالبة بإقالة رئيس الجامعة الدكتور على شمس الدين أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل، ليأتى اليوم الذى ينظم فيه طلاب وأساتذة أمس وقفة للتضامن معها فى جامعتها، وتعلن فيه بعض الحركات المعارضة بجامعة القاهرة وعين شمس عن تضامنها معها فى بيان يرفضون فيه تعرض المعيدة للتعذيب والضرب المبرح من أفراد الشرطة العسكرية، مطالبين بتشكيل حكومة انتقالية مدنية تتسلم مهام السلطة من المجلس العسكرى.
داليا العقاد نشر فى : الأحد 25 ديسمبر 2011 - 8:55 ص | آخر تحديث : الأحد 25 ديسمبر 2011 - 8:55 ص
رغم إخلاء سبيل هند بدوى الفتاة التى تم سحلها وضربها وتعذيبها فى أحداث مجلس الوزراء بأمر من قضاة التحقيق المنتدبين من وزارة العدل، إلا أن قسم السيدة زينب احتجز هند أمس الأول مع 18 محتجزا آخر حتى الثالثة من عصر الجمعة دون سبب واضح ــ بحسب المحامية فريال حسن. 

هند المعيدة بجامعة بنها، التى صرخت فى وجه المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أثناء زيارته لها الأحد الماضى فى مستشفى كوبرى القبة العسكرى، تعانى من آثار صدمات كهربائية فى أنحاء مختلفة من جسمها، وتورمات فى ساقيها تمنعها من الحركة، ونحو 20 غرزة فى رأسها.

«منهم لله أهلكوها خالص» تقول المحامية، وتتابع «مش كفاية أنها تم نقلها الخميس الماضى من مستشفى سيد جلال بباب الشعرية إلى المحكمة فى التجمع الخامس بعربة ترحيلات غير مجهزة»، مشيرا إلى أنها ظلت 15 ساعة تعانى من الألم على دكة خشب فى المحكمة، وتضيف «حالة هند الصحية متدهورة للغاية ورأيت خراجا فى رأسها من أثر الغرز، وأحاول حاليا اقنع أسرتها فى بنها بنقلها إلى القاهرة لتلقى الرعاية الطبية الملائمة».

«صوتنا اتنبح لكى يتم التحقيق مع المصابين أولا وكان عددهم 14 مصابا»، تقول المحامية، وتتابع «اتخانقنا مع الضباط علشان هند تروح الحمام فى الفترة التى سبقت محاكمتها»، مشيرا إلى أن هند كانت تتألم بشدة، حتى سمح القاضى بحضور عربة اسعاف إلى المحكمة لكى تأخذ حقنة مسكنة.

 «هند تتحاكم وهى بالشكل دا لكن مبارك ذلوا أنفاسنا عشان حالته الصحية التى لا تسمح بمحاكمته هو والحرمية الكبار» - تقول نرمين الصابر إحدى المتضامنات مع هند.

انتقلت هند أمس الأول من قسم السيدة زينب إلى أهلها الذين يسكنون فى قرية صغيرة تسمى أكياد ببنها، فيتضاعف ألمها الجسمانى بسبب حالتها النفسية السيئة «هند مقطوع عنها الانترنت وممنوعة من التحدث فى تليفون بيتها أو المحمول أو استقبال زملائها وأصدقائها من الجامعة»، بحسب زميلتها سمر طارق طالبة بجامعة بنها، وتضيف «يتردد فى القرية أنها جابت لأهلها العار بداية من العمدة لغاية أصغر فلاح، وعلمنا أن هناك محاولات للضغط عليها لإنكار ما حدث لها من تعذيب فى غرفة مجلس الشعب لكننا سنصل إليها».

وحول ما تعرضت له هند فى غرفة التعذيب تقول محاميتها فريال «حكت لى أن العسكر قطعوا لها ملابسها، وكانوا بيضربوها على اللحم، وجربوا عليها كل وسائل الضرب باستخدام شوم وحديد وصاعق كهربائى، وتم التناوب عليها بالضرب مع فتيات آخريات»، وتتابع «قالوا لها سنترك أثار ديكورات على جسمك تفتكريها طول العمر»، مشيرا إلى أنها تتهم رائدا من الصاعقة يسمى حسام الدين مصطفى شارك فى تعذيبها و8 بنات آخرين.

عماد موسى، محام آخر لهند، انتقد المعاملة غير الآدمية داخل محكمة القاهرة الجديدة، رغم وجود مصابين وأطفال وشيوخ بين المحالين للتحقيق فى أحداث مجلس الوزراء، ويضيف موسى «سنحول قضية هند من جانية إلى مجنى عليها، ولدينا كل الأدلة».

No comments:

Post a Comment