Saturday, August 15, 2015

رحلتي إلى غزة 2012




وفد أساتذة الجامعة يضل طريقه فى سيناء.. وتعطل الأتوبيس يجبـرهم على العودة إلى الإسماعيلية

دموع أساتذة جامعة القاهرة على أبواب غزة


جانب من اعضاء الوفد أمام معبر رفح


داليا العقاد 
نشر فى : الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 10:45 ص | آخر تحديث : الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 11:01 ص
كانت التجربة السابقة للأساتذة الجامعيين فى عدم تمكنهم من دخول غزة لتقديم المساعدات للفلسطينيين عقب العدوان الإسرائيلى على القطاع نهاية 2008 وبداية 2009، جعلتهم هذه المرة أكثر صبرا، وصمم أساتذة جامعة القاهرة الوصول إلى غزة هذه المرة على الرغم من أن قافلتهم ضلت الطريق فى سيناء على طريقة مسرحية «سكة السلامة»، وتمكن عدد كبير منهم من الدخول إلى غزة، بعد أن منعهم عدد آخر لعدم حملهم جوازات السفر.

«الشروق» كانت الجريدة الوحيدة التى رافقت وفد أساتذة جامعة القاهرة، الذى تكون من 31 عضوا بهيئة التدريس بينهم 4 سيدات، وترأسه الدكتور عادل عبدالجواد، رئيس المجلس الاستشارى لوزير التعليم العالى الاستاذ المتفرغ بكلية الهندسة.

انطلق الوفد بعد أعلنت فى الواحدة من صباح السبت، حاملا المساعدات والأعلام المصرية، إضافة إلى نموذج لسخان شمسى مهدى للجانب الفلسطينى لاستخدامه فى توفير الطاقة.

بدأت المشكلات بعد عبور كوبرى السلام حيث اكتشف السائق أنه سار فى الاتجاه الخاطئ فى جنوب سيناء لمدة ثلاث ساعات، وعندما توقف الوفد فى منطقة نائية عند مسجد لأداء صلاة الفجر، أصيب محرك الأتوبيس بعطل ليظل الأساتذة فى مكانهم من الساعة الخامسة حتى العاشرة صباحا.

جرت اتصالات ومحاولات لإنقاذ الموقف وانتهت بأن تحرك شوقى حيدر، أحد موظفى نادى تدريس القاهرة المرافق للرحلة، بحثا عن وسيلة يمكن استئجارها للتحرك نحو المعبر.

طوال مدة الانتظار ثار نقاش واسع حول ظروف التى تمر بها، خصوصا بعد قرارات الرئيس مرسى، وقال الدكتور خالد سمير، عضو حركة استقلال جامعة عين شمس، إن مرسى أخطأ فى تحصين قراراته فى الإعلان الدستورى مضيفا: «نرفض اعطاء أى حاكم، حتى لو كان ثوريا، شيكا على بياض، لأن الديمقراطية فى معناها الضيق تعنى الاختيار والرقابة».

فيما انتقد الدكتور عادل عبدالجواد ما وصفه بالمعارضة التى لا تسعى إلا للمعارضة فقط، بهدف التضييق على الرئيس مرسى، موضحا: «لم يكن هناك حل آخر غير التحصين بعدما أصبح معروفا أن هناك اتجاها لدى المحكمة الدستورية العليا لحل الجمعية التأسيسية ومجلس الشعب بما يعنى الرجوع الى نقطة الصفر وعهد الفوضى».

بينما قال الدكتور متولى عبدالعزيز أستاذ بكلية الهندسة، والد الشهيد مصطفى الذى راح ضحية أحداث مذبحة استاد بورسعيد، والذى صمم على الذهاب إلى غزة حتى ولو على «ميكروباص»: «قرارات مرسى كانت أقل من المطلوب»، ومع ذلك أعلن أنه يتفق معها، لافتا إلى أنها تسمح بإعادة محاكمة قتلة الثوار وإعطاء فرصة لظهور أدلة جديدة أمام نائب عام جديد.

بعد خمس ساعات من الانتظار، اضطر الوفد للعودة إلى الإسماعيلية لاستقلال أتوبيس «شرق الدلتا» الذى تحرك إلى العريش ليستقل الوفد من هناك ثلاث ميكروباصات توجهت نحو رفح.

ومع هطول الأمطار بغزارة انطلقت الميكروباصات بأقصى سرعة ولم يعبئوا باستغاثات بعض سيدات الوفد لتقليل السرعة، وصل الوفد إلى رفح فى الثالثة والنصف عصرا، ليفاجئوا بأنهم لن يتمكنوا من دخول غزة إلا بجوازات سفر، وليس البطاقات الشخصية، على الرغم من حصولهم على موافقة مسبقة من الأمن القومى والمخابرات، وقال أحد موظفى المعبر «بعد الهدنة كل شىء تغير، لن يسمح بالدخول إلا بالجوازات».

سقطت دموع بعض أعضاء الوفد على أبواب غزة بعدما فشل 11 عضوا بهيئة تدريس فى دخول القطاع، ومن بينهم الدكتور سامح هلال رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة، وفشلت كل محاولات إقناع المسئولين للعبور بدون جواز، كما رفض دخول ثلاثة أساتذة ليس معهم أصل من شهادة التجنيد.

فى النهاية لم يتمكن من الدخول سوى 15 عضوا، من بينهم الدكتور حسن الأناضول عضو مجلس إدارة النادى، الذى قال: «تناسينا أوجاعنا كلها ومتاعب السفر وعدم النوم لفترات طويلة فور أن دخلنا القطاع، واستقبلنا بشكل مشرف من قبل المسئولين الفلسطينيين، خاصة أعضاء وزارة الخارجية فى غزة ورئيس الجامعة الاسلامية».

 واتفق الوفد المصرى مع رئيس الجامعة الاسلامية، الدكتور كمالين شعث، ونائبه الدكتور محمد موسى، على التعاون والتبادل العلمى بين الجانبين، بعدها انتقل الوفد إلى مستشفى دار الشفاء، أكبر المستشفيات فى غزة، ويسع 640 سريرا، للاطمئنان على المصابين.

وفضل الدكتور أحمد ندا، أستاذ الجراحة بجامعة القاهرة، والدكتور أحمد الجيزاوى الطبيب، المكوث داخل المستشفى لتقديم المساعدة الطبية، وسمح لهما بالمبيت فى غزة

مصاب فلسطينى فى مستشفى الشفاء: بكم.. قواعد اللعبة تغيرت مع إسرائيل


 داليا العقاد 
نشر فى : الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 10:50 ص | آخر تحديث : الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 10:50 ص
على سرير نظيف داخل مستشفى الشفاء بغزة، رقد مدير وحدة العلاقات الدولية والعامة بوزارة العدل الفلسطينية، خليل حمادة، مستقبلا وفد أساتذة الجامعات المصرى، الذى كان فى زيارة للقطاع، وقال: «بكم.. قواعد اللعبة تغيرت بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى»، فى إشارة إلى الدور المصرى فى الهدنة بين غزة وإسرائيل.

وأوضح حمادة أنه أصيب بجزء من قذيفة فى الفخذ، وجرح آخر فى العنق نتيجة شظية، وفى رده على سؤال حول ما إذا كان مستهدفا من القذيفة الإسرائيلية أم لا، قال خليل لـ«الشروق» إن «الشعب الفلسطينى كله مستهدف، المدنى قبل المقاتل، والطفل قبل الكبير، والعامل قبل العاطل».

وفى رده على اعتذار الأستاذ بطب عين شمس، الدكتور خالد سمير، عن ابتعاد مصر عن القضية الفلسطينية طوال السنوات السابقة، قال حمادة: «نعلم أن هذا كان «غصب عنكم» ومصر لها ريادتها وسط المنطقة العربية والإسلامية، والله اختارها منذ قديم الأزل لوقف زحف الصليبيين، وبها سينتصر الفلسطينيون، بمساعدة العرب».

أما عن شعوره بعد الهدنة، فأوضح حمادة أنها ذات تأثير إيجابى كبير على روح الشعب الفلسطينى، والحياة فى القطاع بشكل عام، مضيفا: «إسرائيل كانت تفرض 400 متر منطقة عازلة على الحدود، وهو ما كان يمنع المزارعىن من الوصول إلى أراضيهم، وكل من يقترب من تلك الحدود كان يتعرض للقتل بواسطة رشاشات آلية، تطلق النار على كل من يتحرك بالقرب منها، معتمدة على مجسات أرضية».

ووفقا لحمادة: «اليوم، نجحت المقاومة أن تفرض منطقة عازلة لمدة تصل لكيلومترات، وليس أمتارا، بما يسمح بحرية الحركة، بعيدا عن النيران الإسرائيلية، نحن فى أفضل حال، وإذا كانت الصواريخ والقذائف الإسرائيلية قدرنا، فإن صواريخ المقاومة بعيدة المدى قدرهم أيضا».

الأسطل: إسرائيل استخدمت صواريخ جديدة فى قصف غزة.. وتعلمنا من سعد الدين الشاذلى أن لكل دولة نقاط قوة وضعف

رئيس بلدية خان يونس لـ«الشروق»: لا نقبل أن نكون لاجئين فى سيناء

 داليا العقاد
نشر فى : الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 10:55 ص | آخر تحديث : الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 10:55 ص
نفى رئيس بلدية خان يونس، يحيى الأسطل لـ«الشروق» ما تردد فى بعض وسائل الاعلام، حول نية الفلسطينيين الاستيطان فى سيناء، وقال «لا نقبل أن نستوطن فى سيناء، ولا نقبل أن نكون لاجئين مرة أخرى».

ورسم الأسطل صورة للعدوان الاسرائيلى الأخير على قطاع غزة وقال: «إسرائيل استخدمت صواريخ جديدة متطورة لم تستخدمها من قبل فى حربها على القطاع فى عام 2008، فى ضرب مبان سكنية وشرطية، خلفت أضرارا بالغة فى الأرواح والمنشآت، مشيرا إلى أن أربع قذائف اسرائيلية ضربت 4 مبان فى خان يونس، وتسببت قوتها التفجيرية فى تدمير نحو 100 منزل فى المنطقة.

وأوضح أن قطاع غزة يشمل خمس محافظات، هى الشمال، وغزة، والوسطى، ورفح، وخان يونس، وتعتبر الأخيرة المحافظة رقم 2 فى قطاع غزة، ويسكنها 350 ألف فلسطينى، واستشهد فيها بسبب العدوان الأخير 17 شهيدا، فضلا عن 8 آخرين فى مدن تابعة لخان يونس منهم مزارعون وطفل يبلغ من العمر 14 سنة، ومدنى كان يقود سيارته.

وتابع الأسطل: المقاومة الفلسطينية انتصرت رغم الخسائر، لافتا إلى أن صواريخ المقاومة تعمدت استهداف مناطق بعيدة داخل العمق الاسرائيلى حتى يفقد الشعب الاسرائيلى الثقة فى حكومته أو جيشه.

وقال الأسطل إن ثقافته العسكرية التى تلقاها من كتب الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر، أن لكل دولة نقاط قوة وضعف، واسرائيل دولة محدودة المساحة، وهم يحرصون على الحياة، وليس لديهم عمق.

وعقد الأسطل مقارنة بين النظام المصرى السابق والحالى، وقال: الفارق بينهما، أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبى ليفنى أعلنت الحرب على غزة من القاهرة، والآن جاءت مصر لتوقف الحرب.

وانتهى الأسطل إلى القول: «لا نريد أن نثقل على مصر ولكن اسرائيل تفرض علينا دفع 4 مليارات دولار للتجارة، واذا توافرت الإرادة نريد أن ندفع تلك الأموال لمصر، كما نريد فتح المعابر بين مصر والقطاع بطريقة جيدة بما يسمح بالتجارة بين البلدين. 

Wednesday, August 12, 2015

التجربة الدنماركية من وحي الذاكرة -موضوع لم ينشر من قبل


 دروس في حل مشكلة القمامة وحلم أخضر لإنقاذ الارض



 رحلة علمية قامت بها داليا العقاد في عام 2010:


الدنمارك ليست هي "التجربة الدنماركية" التى عبر عنها الفنان عادل إمام في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم بل هي شيء  مختلف وأعمق بكثير مما قيل هكذا تأكدت الصحفية داليا العقاد بعد مضى 7 أيام في مملكة الدنمارك في إطار رحلة علمية بدعوة من وزارة الخارجية الدنماركية .
شاهدنا خلالها شوارعها ومؤسساتها وشعبها، باختصار لا يمكن أن نسمي الفيلم  "التجربة" لأنه عبر عن شخصية دنماركية زعمت أنها تشبه الفنانة نيكول سابا وكذلك لا يمكن ان نسميه "الدنماركية" لأنها حملت قصصا خاطئة سألنا عنها ولم نجد لها أصل مثل القصة التي عرضها الفيلم عن تخصيص يوم يقوم فيه الدنماركيون بالتحرر من جميع الملابس والنزول الى الشارع عند هذه النقطة تحديدا ضحك بعض الدنماركيين وقالوا "لا هذا ليس صحيحا".

الدنمارك مثل أي بلد أوروبي - عضوه في الاتحاد الأوروبي - تهتم بالحريات وحرية التعبير والصحافة على وجه الأخص فلا يمكن أن ننسى ما قاله أحد الموظفين في وزارة الخارجية وهو يشير بإصبعه إلى صحفي ويقول "إني أخاف منه" ، كذلك لم ننسى أن مثل تلك الحرية تسببت في أزمة الكارتون بين الدول الإسلامية و الدنمارك فقد اعترف الدنماركيون أنها كانت خطأ ارتكبوه في الماضي وتسبب في أصابتهم بخسائر اقتصادية كبيرة على حد قول أحد الصحفيين هنا.

الرحلة التى خاضتها داليا العقاد جاءت أساسا كجزء من حملة الوعي التي تحاول الدنمارك ان تنشرها بشأن قضية تغيير المناخ باعتبارها قضية عالمية لإنقاذ كوكب الارض، ولكن الرحلة تحولت في النهاية إلى "تجربة دنماركية" حقيقية مرت بها  مع وفد صحفي عربي تم اختياره بعناية .
كانت  درس في حل مشكلة القمامة، وتعلم نموذج نهضة علمية كبيرة لتحقيق حلم أخضر جميل، ومشهد مليئ بحشد سياسي من داخل بلد شديدة البرودة وشديدة الصغر في محاولة لإقناع الرئيس الامريكي بحضور مؤتمر الأمم المتحدة لتغيير المناخ Cop15 ووضع اتفاقية بديلة لكيوتو،من داخل الدنمارك كانت لنا لقاءات في السطور التالية.  

عملية إنقاذ كوكب الأرض (نشر في جريدة الشروق منفردا في 2010)



وزيرة المناخ:البترول سينضب وعلى دول الشرق الاوسط ان تهتم بالطاقات المتجددة

مشهد الدنمارك يبدوا من الطائرة كأنه حي صغير من أحياء القاهرة ومع هذا الصغر-مساحتها لا تزيد عن  43,094 كم مربع- فإن عيون العالم كلها تتجه نحوها الآن استعدادا لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيير المناخ المقرر عقده الايام القادمة في كوبنهاجن لإنقاذ كوكب الأرض.

قبل كتابة الموضوع بحثنا عن الدنمارك في محرك البحث" جوجول" فوجدنا عناوين مثل "مصير مستقبلنا في كوبنهاجن" فلا عجب ان يتماشى الاهتمام الإعلامي بها مع الحراك السياسي الذي بات واضحا في "مفاوضات ما قبل المؤتمر" حيث تبرهن  كوني هيديجارد وزيرة شئون المناخ والطاقة الدنماركية في حوارها مع وفد من خمس صحفيين عرب -كانت الشروق ضمنه- على نجاح المؤتمر وفقا لشروط معينة عبرت عنها بمنتهي الحماس، مؤكدة ان  أهم التحديات  نقل المفاوضات الى مكاسب سياسية  .

في البداية شرحت لنا "هيديجارد " في دقائق قليله عن رؤيتها حول أهمية المؤتمر كما يطلق عليه Cop15 وإطلاق اتفاقية جديدة بديلة لبروتوكول كيوتو التي ستنتهي في 2012 لإيجاد آلية مالية لدفع الأموال إلى الدول الفقيرة والنامية التي ستتأثر بتغيير المناخ، أو لمساعدتها في استخدام التكنولوجيا الجديدة وإلزام الدول الصناعية بتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والتكيف مع تغيير المناخ.


قالت أن أمريكا عليها التزامات دولية بشأن تلك المشكلة وانها لم تبد حتى هذه اللحظة رأيا واضحا بخصوص الدعم المالي الذي سيوجه إلى الدول الفقيرة والنامية، والتصديق على اتفاقية جديدة لمواجهة ظاهرة التغييرات المناخية، بعكس مثلا دول الاتحاد الأوروبي الذين اتفقوا على دفع ما بين 3 الى 15 مليون يورو إلى الدول النامية ، وأكدت ان مؤتمر كوبنهاجن يجب ان يشهد اتفاقا بين دول عديدة كأمريكا والصين والهند فضلا عن دول جنوب شرق أسيا على تقليل الانبعاثات الحرارية واستخدام الطاقة النظيفة وذكرت "بدون مال لن يكون هناك اتفاقية".

هيديجارد ترى ان الإدارة الجديدة للولايات المتحدة عليها آمال كبيرة لعمل شيء مختلف عن الإدارة السابقة في موضوع تغيير المناخ، ولكنها تنظر بعين من القلق إلى موقف مجلس الشيوخ والنواب خوفا من عدم الموافقة على هذه الاتفاقية ، المثير في موقف السياسيين بالدنمارك عدم ضياع أى فرصة لمناقشة قضية تغيير المناخ ، وظهر ذلك أثناء زياره أوباما إلى كوبنهاجن في أوائل هذا الشهر للدعاية لملف شيكاجو في المونديال، فلم يفوت رئيس الوزراء الفرصة واجتمعا للتباحث بشأن عمل صياغة يمكن الاتفاق عليها في مؤتمر كوبنهاجن .

سياسة الدنمارك لم تتجه فقط الى الدول الكبيرة والمؤثرة في موضوع تغييرا المناخ وانما أبدت اهتماما بالدول النامية وبشكل محدد منطقة الشرق الاوسط ، فلم تقلل هيديجارد من أهمية تمثيل الوفود من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمشاركة في الاتفاقية الدولية وقالت "لابد ان يساعدوننا في عمل الصياغة الملائمة والموافقة على شروط بناء القدرات في الدول النامية كجزء من النظام المالي في الاتفاقية مشيرا الى ان تغيير المناخ سيؤثر أيضا على منطقة الشرق الأوسط ويجب فعل شيئا في التكيف بدلا من الاعتماد على البترول.

تؤمن هيديجارد ان تلك المنطقة ليست مسئوله عن ظاهرة تغيير المناخ، مشيرة إلى ان الاعتماد على البترول وحده يعد خطرا كبير لانه سينضب مع مرور السنوات، ولذا لا بد من خلق الوعي بأهمية الطاقات المتجددة، عن طريق ضخ مزيد من الاستثمارات في هذه النوعية من المشروعات بالإضافة إلى ما تصفه الوزيرة "بعدم تكرار أخطاء الدول المتقدمة في زيادة الانبعاثات الحرارية " خاصة ان بعض الإحصائيات تشير إلى ان بعض من الدول النامية سترتفع معدلات انبعاثاتها الى درجات كبيرة في السنوات المقبلة.

تقول " يمكن للدنمارك ان تنقل التكنولوجيا الجديدة إلى مصر كجزء من استثمارات وفي نفس الوقت للحفاظ على البيئة وفقا للاهتمامات التي تراها مصر مناسبة سواء بالنسبة لطاقة الشمس أو الرياح".

لم يكن غريبا أثناء المقابلة مع الوزيرة ان تستنتج  مدى صعوبة الوضع الذى يجب ان تتحمله الدنمارك لإنجاح المؤتمر، ومع قرب انتهاء المقابلة تأكد لنا أن السياسيين هنا لا يلعبون وانهم بالفعل جادين ويضعون مؤتمر كوبنهاجن على رأس أولوياتهم المصيرية خاصة ان المهمة ليست على عاتق وزارة شئون المناخ فقط لكنها مسئولية جميع الوزارات.   
 ملحوظة هذه الوزيرة استقالت بعد ذلك بعدما فشل المؤتمر في تحقيق أهدافه.





جزيرة"سامسو" هل تحل مشكلة السحابة السوداء في مصر؟


في الوقت الذي يضيق فيه صدور المصريين من رائحة السحابة السوداء كل عام ،كانت الصحفية داليا العقاد على موعد مع هواء نظيف منعش في جزيرة سامسو (samsø) الدنماركية التى تعتبر رمزا لحلم أخضرا لمجتمع استطع أن يحقق اكتفاء ذاتيا في استهلاك الطاقة الكهربائية والتدفئة بنسبة 75% لجميع سكانها -البالغ عددها أربعة آلاف نسمة- بالاعتماد على الطاقة المتجددة.


قبل ان نصل الي الجزيرة بمرافقة فكري فراري بوزارة الخارجية الدنماركية وبمصاحبة وفد من الصحفيين العرب على متن باخرة عملاقة تجمع في ذهننا مجموعة من الصور المهتزة مع أمواج البحر المتلاطمة حول تلك الجزيرة الصغيرة التى تشير الخريطة الى انها تقع في وسط الكرة الأرضية ، سمعنا ان حالها لم يكن هكذا قبل عشر سنوات، حيث كانت تعاني من قلة فرص العمل وضعف في الاستثمارات ومشكلة دائمة في توفير الطاقة والتدفئة، باعتبارهما عنصريين بالغي الأهمية لجزيرة تقع في بلد بارد قريب من القطب الشمالي.

 لكنها أصبحت الان مكانا تتنافس عليه وسائل الأعلام الأمريكية والأوروبية في كتابة التقارير الإخبارية عن تجربتها، ومع توقف الباخرة أصبحت الصورة أكثر ثباتا و حدث ربط بين "مصر" كدولة نامية و"سامسو" قبل مرحلة التطور ليطفوا تساؤلا على السطح ماذا يمكن ان تصبح عليه مصر إذا مشيت على خطى سامسو؟.

الفكرة كما يحكيها الشاب ياسبر كييم الذى استقبلنا بعد وصولنا الى  "أكاديمية سامسو للطاقة" تتلخص في الإيمان بحلم الاكتفاء الذاتي والاستقلال لدى سكان الجزيرة، والسعي نحو الفوز في مسابقة طرحتها الحكومة الدنماركية عام 1997، في ضخ استثمارات لتحويل الجزيرة الفائزة الى نظام الطاقة المتجددة، واستطاعت الجزيرة في النهاية ان تحصل على نحو 70 مليون كرونا من الحكومة، بالإضافة إلى الإعانات الفردية من بين خمس جزر متنافسة آخري في الدنمارك.
 ولم يكن هذا كل شيء بل ان عزم وتصميم السكان الذين يعملون بمهنة الزراعة على الحفاظ على بيئتهم نظيفة خضراء جعلهم يستكملون طريقهم ويستثمرون أموالهم في شراء عدد من طواحين الهواء لإنتاج الطاقة فقد "اشتروا منفردين أو جماعيا 11 توربينة هوائية أرضية و10 في البحر"طبقا لكييم .
 ويتابع بذلك تمكنت جزيرة سامسو من خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 140%، أي من 11 طنا للفرد الواحد سنويا في عام 1997 إلى 7.3 أطنان للفرد الواحد حاليا، حتى ان الجزيرة تتفاخر بأنها وصلت إلى حدود صفر كربون.
صحيح ان مصر ليس لديها التزامات دولية تجاه خفض نسب الانبعاثات الحرارية، ولكنها باتت تحت أدخنة السحابة السوداء بلا مخرج، فهل تكون سامسو مصدرا لإلهام المسئولين في مصر للخروج من أزمة تلوث سماء القاهرة؟


عالم مصري يحكي  لداليا العقاد قصة نجاح أول خلايا جزعية في مخ الإنسان



مصطفى قاسم:15 مليون جنيه مصري سنويا لدعم معمل واحد في الدنمارك

ويحذر من بيزنس الخلايا الجزعية في مصر

معروف هنا في الاوساط العلمية الدنماركية بأنه صاحب أهم تجربه في زرع خلايا جزعية في مخ الانسان، كانت قد أجريت  يونيو 2010 على مجموعة من المرضى المصابين بنزيف في المخ، وأثبت نجاح علمي كبير، حتى أن اسمه ورد في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وعلى شبكة الانترنت بالدنمارك بما يقرب من 60 ألف مرة خلال شهر واحد.


انه د.مصطفي قاسم ،عالم مصري تخرج في كلية العلوم جامعة القاهرة ،  فضل أن يكمل مسيرته العلمية في الدنمارك حتى وصل الى منصبه الحالي كرئيس أكبر معمل أبحاث عن الخلايا الجزعية في جزيرة أودنسه بالدنمارك.
  الحكومة الدنماركية تقديرا لنبوغه وفرت له المعمل وشباب الباحثين ومبلغ يصل الى 15مليون كرونا  في العام الواحد لتكمله أبحاثه عن الخلايا الجزعية التى تعتبر من المجالات المتقدمة ذات أولوية هنا في الدنمارك.

إن الخلايا الجذعية  كما هو معروف هي خلايا المنشأ الأساسية في بناء جسم الإنسان والقادرة علي بناء أي نوع من الخلايا‏,‏ ويمكن بمعالجة هذه الخلايا بناء أعضاء كاملة كالقلب أو الكلي،‏ والهدف من زرعها  حسب قاسم علاج بعض الأمراض المستعصية مثل الأمراض العصبية او السكته القلبية Heart Failure ، فضلا عن تحسين الحياة وعلاج كبار السن دون تدخل جراحي، ويتابع " ‏نجحت هذه المحاولات على حيوانات التجارب، ومازالت تحت الدراسة ولم تطبق بشكل إكلينيكي على الإنسان ".

والسائد ان هناك عدد من الدول مثل تايلاند والهند والصين ومصر طبقا لقاسم تتاجر بعض المراكز الخاصة  والمستوصفات بالمرضى أو كما يحب ان يسميه "ببيزنس الخلايا الجزعية" ، ومشكلة هذا النوع من العلاج انه مازال علاج تجريبي أو experimental therapy ، ولهذا يعتبره قاسم عملا غير أخلاقيا، لأن المريض يدفع تكلفة التجارب التي تجرى عليه دزن أن يثبت بعد نجاحها، ويضيف قاسم -الذي يحرص على زيارة مصر بشكل دوري-"على المسئولين بوزارة الصحة المصرية أن ينتبهوا لهذا الأمر".

وعن تجربته الهامة في زرع خلايا في مخ الإنسان يذكر قاسم ان معمله تعاون مع أحد المعامل في  ألمانيا بزراعة خلايا في مخ الإنسان- تحديدا تمت التجربة على خمسة من المرضى- لمرضى مصابين بنزيف في المخ ، خطورته انه يتسبب في موت الخلايا العصبية  بسبب الضغط الشديد ونقص إمدادات الدم ، وقد تم تطوير خلايا في المعمل تم زرعها على شكل tea bag في مخ المرضى وظيفتها أنها تفرز مواد كيميائية تحمى الخلايا المحيطة بمنطقة النزيف بشكل أدى الى تقليص منطقة النزيف الى درجة كبيرة وتماثل احد المرضى للشفاء وتحسن الأربعة الأخريين .

صعوبة التجربة أن معظم الابحاث أثبتت أن معظم خلايا الجسم تقوم باعادة بناء نفسها بنفسها ولكن هذه القدرة تختلف من خلايا الى آخرى وقد وجد العلماء ان المخ ليس سهلا إعادة بناء خلاياه التى ماتت .
تجربة قاسم لم تنته لان الألمان طلبوا منه أن يجري العديد من الدراسات في معمله للتأكد من عدم تكاثر الخلايا التي تم زرعها خوفا من تحولها إلى سرطان، ومع ذلك فان قاسم يعتبر ان هذا النجاح لا يؤهل لتعميم التجربة على باقي البشر فمازلت التجربة مرحلة أولى أو phase one بلغة الباحثين.

لكن هل يصلح هذا العلاج للفقراء ؟هل يمكن تشجيع مثل هذه البحوث في الدول النامية؟ ذكر قاسم"بالطبع نعم " كان هذا جوابه وتابع "سبق أن نشرت مقالة علمية حول هذا الموضوع" ولكنه يستدرك قائلا "بالتأكيد سيكون العلاج مكلفا بالنسبة للدول التى لم تبني بنية تحتية للابحاث المتقدمة في الخلايا الجزعية وتعتمد على مبدأ استيراد التكنولوجيا الجديدة ويصف قاسم تلك الدول بانها ستسقط من التاريخ.

وكيف نضمن عدم سقوط مصر من التاريخ؟يجيب قاسم قائلا "تطوير البحث العلمي في مصر مازال يحتاج الى استراتيجية قومية تعطي أولويات حقيقية لتشجيع البحث العلمي وتطويره، وتبني مشروعات متميزة، ودعا قاسم الى الاهتمام بمجال الخلايا الجزعية بتوجيه جزء كبير من الدعم الحكومي الى هذه النوعية من الابحاث فضلا عن تشجيع الاستثمار في البحث العلمي وضرب مثلا بذلك بانه بدلا من شراء طيارة أف 16 تكلفتها 1.5 مليار مصري يمكن توفير 100 معمل بحثي يعمل في مجال الابحاث المتطورة مؤكدا انها مسألة أولويات.

  
دروس .. في التعامل مع مشكلة القمامة


في عام واحد انتجت شركة النفايات 245 ألف كيلو وات كهرباء، ومليون و290 ألف كيلو وات تدفئة

"فيستفوربريندونج"كلمة تعني الكثير لدى الدنماركيين، حيث انها اسم لمؤسسة ضخمة معروفة هنا كل وظيفتها انها تتعامل مع القمامة وتعيد معالجتها بما يعرف باعادة التدوير كما تعمل على تحويل القمامة الى حرارة تستخدم في التدفئة -فهي بلد شديدة البرودة حقا- بالإضافة إلى إمداد البلد بالكهرباء.

 تعد "فيستفور" بشكل مختصرا أكبر شركة لادارة النفايات في الدنمارك يعمل على اداراتها 19 سلطة محلية داخل وحول كوبنهاجن العاصمة الدنماركية، وتخدم نحو865 ألف مواطن و60 ألف  شركة، تتمثل أنشطتها  في معالجة جميع النفايات سواء بالحرق أو الدفن ولديها أنشطة في فصل  وإدارة المخلفات الخطرة علاوة على أنشطتها في البحث العلمي من أجل تطوير الخدمة في أحسن صورة ممكنة ،ولدي هذه المؤسسة قدرة في التعامل مع مليون طن متري من النفايات في السنة.

أهم ما يميز تلك المؤسسة انها غير ربحية فالدخل من ادارة النفايات يعود الى المالكين وهم البلديات أو المحليات وربما ينعكس هذا على شكل انخفاض في الرسوم التى يتحملها المواطن الدنماركي طبقا لسورين سكوف مدير العلاقات العامة للشركة  ويتابع "ان من أهم استراتيجيات الشركة هي العمل على خفض نسب الانبعاثاثات المضرة للبيئة من خلال ادارة النفايات فضلا عن تحقيق الكفاءة والمنافسة في العمل وتقديم أحسن خدمة وأخيرا النمو أي التعامل مع كم أكبر من النفايات وتحقيق أسعار منافسه في التدفئة.

ويشير التسلسل الهرمي في التعامل مع النفايات لدى المؤسسة الى ان طمر النفايات لا يتعدى الـ10% بحجم 200 ألف طن متري ثم يليه حرق النفايات مع استرجاع الطاقة بنسبة 25% بحجم 563 ألف طن متري بينما يصل حجم اعادة التدوير الى 65% بحجم مليون و300 ألف طن متري.

نجحت المؤسسة في تحويل النفايات الى طاقة، يحكي سكوف انهم انتجوا
في عام 2008حوالي 245 ألف كيلو وات كهرباء في الساعة ومليون و290 ألف كيلو وات تدفئة في الساعة ، ويوضح  ان واحد طن من النفايات يؤدي الى الحصول على 2 كيلو وات تدفئة و2/3 كيلو وات كهرباء، ولان حماية البيئة تمثل هاجسا أساسيا لدى المؤسسة فان كل شيئ تتم معالجته سواء غاز المداخن أو المياه الملوثه، فبعد إزالة كل آثار التلوث يتم إلقائها في البحر،وبالنسبة للتدفئة فان المؤسسة تنتج منها ما يخدم 75 ألف أسرة، وبهذا فانها توفر نفس نسب الانبعاث من ثاني اكسيد الكربون الضار على البيئة التى كانت ستنتج لو تم استهلاك الفحم أو الغاز الطبيعي في التدفئة.

ولدي المؤسسة محطات إعادة التدوير مشهورة جدا حيث انها تجذب ملايين المستهلكين سنويا،ومن أجل تسهيل المهمة على المواطنين فان المؤسسة وفرت حاويات أو صناديق متطورة في الشوارع لجمع العبوات الفارغة من الزجاج أو الاوراق ومن ثمة اعادة تدويرها،  وبعض البلديات تولت مهمة التعامل مع المخلفات المنزلية والاحتكاك المباشر مع المواطنين بدلا من "فيستفور".

يتبقى جزء التعامل مع المخلفات الخطرة حيث تتعامل المؤسسة مع جميع المخلفات الخطرة سواء من المنازل أو الشركات ويتم هذا عبر تخصيص مكان معين يسمى "هودز" وفي هذا المكان يتم تصنيف المخلفات ثم تتعالج في النهاية .

ولا تنته عند هذا الحد أنشطة المؤسسة بل تتعدى الى أمور نفتقدها في مصر تتمثل في كيفية احداث وعي لدى المواطنين بمشاكل القمامة التى تنتشر في كل مكان ولا تجد حلا حتى مع الاستعانة بالشركات الاجنبية، ففي الدنمارك يرجع نجاح التعامل مع القمامة الى الاتصال المباشر والدوري مع المواطنين الصغار منهم قبل الكبار عبر تنظينم رحلات مدرسية لتلاميذ الابتدائي الى المؤسسة للتعرف على كيفية ادارة المخلفات.
المؤسسة تستقبل نحو 9 ألاف زائر في العام الواحد نصفهم تلاميذ من المدارس الابتدائية بينما يشارك التلاميذ في مرحلة دراسية أعلى في دورات تدريبية يومية عن ادارة النفايات ،كما يزور الطلاب في الجامعات محطات اعادة التدوير لفهم العملية بشكل أفضل حيث ان العملية تبدو معقدة للغاية في الظاهر.

وفي زيارتي  لاحدي محطات إعادة التدوير وجدت ان النفايات يتم تقسيمها الى 37 قسما كل قسم يحتوى على مخلفات يجب ان توضع بشكل دقيق في الحاويات المخصصة لها ،فهناك حاويات مثلا للزجاج المهشم وحاويات للزجاج السليم وحاويات للعبوات الزجاجية الفارغة وآخري للعبوات البلاستيك و لعبوات المشروبات الغازية أو الكانز وصناديق ضخمة لاجهزة الكمبيوتر والالكترونيات بشكل عام، وصناديق للبطاريات وآخري للطوب وأعمال الهدم في حالة تجديد المواطنين لمنازلهم فضلا عن صناديق آخرى عديدة وأماكن لالقاء المخلفات الزراعية أيضا .

 شاهدت المواطنين يأتون بأنفسهم لالقاء المخلفات في الصناديق المخصصة لنوع النفايات التى يريدون إلقائها ،ولقد اكد مرافقنا في الجولة ان من الممكن ان يدفع المواطنون لاحدى الشركات لكي تحل محلهم بدلا من المجيئ بانفسهم لالقاء تلك المخلفات،الى هنا بدأ يتضح إجابه سؤال ألقيناه على 
أنفسنا في أول صدمة حضارية "لماذا تظهر شوارع الدنمارك دوما بهذا الشكل الرائع من النظافة؟".


 الدنمارك من بلد الاساءة الى الرسول إلى مهاجمة إسرائيل



 الكثير من الدنماركيين أدركوا أنهم على خطأ – على الأقل بسبب الخسائر الاقتصادية التي لحقت بها- بعد أزمة رسوم الكارتون المسيئة الى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،هذه حقيقة رصدتها داليا العقاد  في رحلة علمية الى كوبنهاجن العاصمة الدنماركية استمريت 7 أيام في منتصف عام 2010،تمكت خلالها من الاحتكاك المباشر مع الشخصيات هنا سواء صحفيين و سياسيين أو حتى فنانين ،وشاهدت محاولات تفعلها وزارة الخارجية لتصحيح الصورة لدى الحكومات العربية والاسلامية بسبب شعورهم ان المسلمين لا يريدون نسيان الموضوع بسهولة.


 "اقتصادنا تأثر بشدة بعد أزمة الكارتون وأدركنا ان السياسيين لدينا في الحكومة وقت الحادثة اخطئوا في التعامل بحكمة مع الموقف" قالها توماس جينسن الصحفي الدنماركي في حديث ودي مع داليا العقاد، هذا الاعتراف لم يكن جديدا خاصة ان هناك رؤساء تحرير لبعض الجرائد مثل بولتيكن أقر بعدم حسن التصرف في الأزمة .


موقف الدنمارك -عضو في الاتحاد الاوروبي- لها موقفها القوي أيضا في الهجوم على اسرائيل ربما تكون الحرب الاسرائيلية على غزة دافعا لذلك الهجوم أو بسبب وجود أعداد كبيرة من الفلسطيين في الدنمارك -20 ألف نسمة 90% منهم متجنسين.
رأيت التعاطف  الذي يبديه الشعب هنا مع الفلسطينين وحضور فعاليات ثقافية تنتقد الاحتلال رغم مضايقات اللوبي الاسرائيلي، حيث نظمت الحكومة  احتفالية بالقدس عاصمة الثقافة العربية في أول دولة أوروبية يونيو 2010،  رصدت لهذه الاحتفالية نحو150 ألف دولار ، وقد تم عرض 4 أفلام وثائقية سياسية في هذه الاحتفالية تنتقد الأوضاع في فلسطين منها فيلم "ملح هذا البحر"للمخرجه آن ماري جاسر وفيلم "رحلة101 " وفيلم بعثة الفضاء "لاريسا صنصور .

الفلسطينيون هنا لا يتعجبون من هذا الموقف لعلمهم ان الحكومة شاركت في حملة تبرعات ضخمة لغزة عقب الحرب كما أن الفلسطينيون خارج الدنمارك يعلمون بدور "رواف هولمبو" السفير الدنماركي السابق بفلسطين في دعم القضية الفلسطسنية واعلانه صراحه دعم بلاده لقيام دولة فلسطينية مستقلة، والمساعدة في بنائها يشهد له بذلك احتفالية التكريم التى نظمها الفلسطينيون في رام الله مؤخرا بمناسبة انتهاء مهامه كسفير لبلاده في الاراضى الفلسطينية.

"من الدنمارك الى القدس سلام"كان عنوان احتفالية القدس التى  كانت بكل المقاييس منبرا للهجوم على الاحتلال الاسرائيلي وحصدا لمزيد من التعاطف الدنماركي تجاه الشعب الدنماركي ، كنت حاضرة في الاحتفالية، ولاحظت تفاعل الدنماركيين مع معاناة الفلسطينين بسبب الانتهاكات اليومية التى يفعلها الجيش الاسرائيلي، والحقيقة ان الفلسطينيين برعوا في توضيحها سواء بعزف قطع موسيقية أو أفلام تسجيلية فحتى آخر ليلة في الاحتفالية لم يتواجد شرطي دنماركي واحد.

عبر عن تحول هذا الموقف بلهجة مصرية نبيل حبشي السفير المصري في الدنمارك قائلا" الدنماركيون لم يعودوا يتشدقوا بنغمة حرية الرأى والتعبير بعد علم الجميع ان الامر لم يكن سوى عملية تجارية يقف ورئها الاحزاب اليمينية المتطرفة،وأضاف انهم ايقنوا على الاقل بخطأ رفضهم التحاور مع السفراء العرب ولقد دفعوا الثمن أجتماعيا وأمنيا بعد ان تم تفجير سفارتهم في باكستان ،وعبر عن هذا أيضا السماح للدبلوماسيين المصريين الدخول إلى الدنمارك كأول دولة خارج الاتحاد الأوروبي بدون تأشيره  





خبيران فى التغيرات المناخية: موجة الحرارة الأسوأ لم تأتِ بعد

نشر فى : الأربعاء 12 أغسطس 2015 - 9:16 ص | آخر تحديث : الأربعاء 12 أغسطس 2015 - 9:25 ص
• الراعى: الحرارة سترتفع إلى 50 درجة خلال أيام.. و4.5 درجة زيادة بنهاية القرن
• حسن: انخفاض معدل هطول الأمطار من 10: 40 ٪ سنويًا.. ويجب وقف انبعاثات «ثانى أكسيد الكربون»

فى الوقت الذى تضرب فيه موجة حارة مصر متواصلة أنحاء مصر، تزايدت المخاوف من أن يكون ارتفاع درجات الحراراة مرتبطا بتغيرات مناخية وليس مجرد موجة حارة طارئة ستنتهى بمرو الوقت.. «الشروق» استطلعت آراء خبراء بشأن الظاهرة ومدى تأثيرها على مستقبل الطقس فى مصر.

أستاذ الدراسات البيئية بجامعة الإسكندرية، وخبير التغيرات المناخية، الدكتور محمد الراعى، قال لـ«الشروق»: إن هناك علاقة قوية بين التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة التى تطول مصر ومناطق مختلفة من العالم، مشيرا إلى أن زيادة عدد الموجات الحارة، كان أمرا متوقعا بسبب زيادة الانبعاثات الماصة للحرارة.
وتابع: «خلال الأيام المقبلة سترتفع درجات الحرارة فى مصر حتى 50 درجة مئوية، والأسوأ قادم»، وأضاف: «التوقعات تشير إلى أن درجة الحرارة ستزيد خلال نهاية القرن الحالى 4.5 درجة مئوية».
ويوضح الراعى، أن التقرير الثالث للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أكد أن زيادة درجة الحرارة ليس مصادفة، حيث رصد الزيادة المضطردة فى متوسط درجات حرارة الهواء والمحيطات فى مختلف أنحاء العالم.
وبحسب الخبير فى التغيرات المناخية خالد حسن، فان موجة الحر الحالية التى تضرب مصر، تعد جزءا من التغيرات المناخية العالمية، وتوقع أن تتأثر مصر بزيادة متوسط درجة الحرارة على القاهرة بنحو 4 درجات بحلول عام 2060.
وتوقع حسن انخفاض معدل هطول الأمطار السنوى بنسبة ما بين 10 و40٪ فى معظم أنحاء مصر بحلول عام 2100، مشيرا إلى أن معدل هطول الأمطار السنوى الحالى فى تناقص مستمر.
ويرى حسن أن ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة الحالى ليست مؤقتة، وذلك على الرغم من ترجيح انخفاضها وعودتها إلى معدلاتها الطبيعية بنهاية الشهر الحالى، فضلاً عن مواجهة موجات شديدة البرودة خلال فصل الشتاء المقبل، كما حدث خلال العامين الماضيين.
وحذر حسن، من وقوع ما وصفه بـ«الأسوأ» إذا لم تتضافر الجهود العالمية للحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى، وما لم تلتزم الدول خاصة الصناعية الكبرى بخفض انبعاثات غاز ثانى اكسيد الكربون على مستوى العالم، وقال: «يجب على الدول الصناعية الالتزام توفير التمويل اللازم، لمساعدة وتعويض الدول الفقيرة عن الأضرار البيئية التى تصيبها نتيجة لتنامى أنشطتها الصناعية».
وعلى مستوى مصر، يذكر حسن أنها احتلت المرتبة 31 فى مجموع الانبعاثات بنحو 221.1 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون سنويا، مما يجعلنا مسئولين عن 0.6٪ من الانبعاثات العالمية، كما احتلت مصر المرتبة 94 من حيث نصيب الفرد من الانبعاثات بنحو 3 أطنان من ثاني أكسيد الكربون للشخص الواحد.
ويقول حسن أنه إذا لم يتم تحسين ظروف وأساليب انتاج الطاقة الكهربائية والتوجه إلى مصادر الطاقة النظيفة، فإن مصر معرضة لزيادة تقدر بنحو 50٪ فى انبعاثات الغازات الدفيئة فى قطاع الكهرباء وحده.

Tuesday, August 4, 2015

حواري مع الدكتور مصطفى السيد وعلاج السرطان



مصطفى السيد من مدرس ثانوي إلى قاهر السرطان

مجدى سمعان وداليا العقاد - الشروق





رغم أن الحظ لعب دورا فى تحويل مسار حياة الدكتور مصطفى السيد من مدرس ثانوى إلى أول عالم فيزيائى مصرى وعربى يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التى تعتبر أعلى وسام أمريكى فى العلوم لإنجازاته فى مجال النانو تكنولوجى وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة فى علاج مرض السرطان، إلا أنه لا يضع للصدفة وزنا فى إنجازه، لأنه يؤمن بقيمة العمل الدؤوب، والذى لولاه ما كان له أن يصل إلى هذه المكانة العلمية التى تضعه على أعتاب جائزة نوبل، وحل لغز المرض القاتل الذى حير العلماء لقرون عديدة.

تمكن الدكتور مصطفى السيد من اكتشاف علاج لأمراض السرطان فى معمله «ديناميكيات الليزر» بمعاونة 70 باحثا للدكتوراه وتطبيقها على حيوانات التجارب بالاستفادة من أبحاثه التى توصلت إلى فاعلية النانو ذهب فى علاج السرطان.

بالرغم من جاذبية فكرته فى علاج السرطان باستخدام تطبيقات النانو، فإن أسرة «الشروق» قررت أن تبدأ حوارها مع العالم الجليل بالحديث عن ذكرياته قبل السفر للولايات المتحدة وزواجه وعلاقته بالوطن.

عاد الدكتور مصطفى السيد بالذاكرة إلى نشأته الأولى فى محافظة الغربية فى مدينة زفتى، كان أصغر أبناء مدرس الرياضيات الذى انتقل إلى القاهرة، وكان مصطفى لايزال فى مرحلة الدراسة الثانوية، لم يتمكن من الالتحاق بكلية الطب «لأنه كان بيسرح ومفيش مذاكرة» على حد قوله فلم يستطع دخول الكلية كما كان يتمنى، ولم يرغب أيضا الالتحاق بكلية العلوم جامعة القاهرة بسبب أنه سيضطر أن يظل يدرس خمس سنوات حتى يستطيع أن يعمل مدرسا ثانويا فاختار أن يلتحق بأكاديمية المعلمين العليا.

يروى ذكريات تلك الفترة: لم يمض على بدء الدراسة سوى شهرين إلا واعتصم الطلاب وطالبوا بتحويل دبلوم المعلمين إلى بكالوريوس، ووافق الدكتور طه حسين هذا الرجل العظيم، بتجميع كل المعاهد العليا للمعلمين فى جامعة عين شمس حين علم مصطفى بأنه سيكون مطلوب معيدين تحول نفس الطالب غير المهتم بمذاكرته إلى طالب مجتهد يذاكر ليل نهار حتى حصل على وظيفة معيد باعتبار أنها ستكون أفضل من وظيفة مدرس ثانوى، وبالفعل تم اختيار الثلاثة الأوائل وكنت واحدا منهم وتلقيت تعليما على أفضل ما يكون ولم يكن له مثيل حتى فى أمريكا، وأصبحت معيدا، وبعد ثلاثة أشهر قرأت إعلانا فى جريدة الأهرام عن منحة دراسية فى جامعة فلوريدا فى أمريكا ونجحت فى الحصول عليها.

أثناء رحلته من القاهرة إلى فلوريدا كان جمال عبدالناصر يعلن إزاحة اللواء محمد نجيب ويتولى الحكم خلفا له، حينما وصل إلى هناك، كان الخبر قد سبقه، ولم يكن قد علم به، انهالت عليه الأسئلة والاستفسارات عما حدث فى مصر لكنه لم تكن لديه إجابة.

قرر الدكتور مصطفى السيد الزواج من أمريكية لأنه لم تكن هناك مصريات فى نطاق إقامته، لكن فى نفس الوقت كانت عينه على ما يحدث فى الوطن، ويحلم بالعودة إليها، لم تكن وسائل الاتصال قد تطورت كما هى الآن، فكانت دقيقة الاتصال هاتفيا بالأهل تكلف 15 دولارا.

يتذكر زوجته قائلا: كانت من الجنوب حيث تتشابه طباعها مع المصريين وكانت ملتزمة فى الملبس والأخلاق، وكان والدها مدرسا للرياضيات أيضا، كانت سيدة عظيمة تولت هى تربية الأولاد وتفرغت أنا للبحث والدراسة.

العودة إلى مصر كانت حلما يراوده، يقول: كنت متفقا مع زوجتى على العودة واتفقنا على أن تعمل هى فى إحدى الشركات الأجنبية فى مصر وقدمت بالفعل فى أكثر من مائتى شركة ولكن الرد جاء بأن معظم الشركات ستصفى أعمالها فى القاهرة بسبب سياسة الرئيس عبدالناصر فى تأميم جميع الشركات الأجنبية وبسبب هذا لم تكن العودة أمرا سهلا.

ويضيف: اندمجت فى العمل والتنقل من جامعة يل إلى هارفارد وكاليفورنيا ثم جورجيا وكانت كل جامعة تحاول أن تقدم أفضل العروض لديها من توافر أجهزة إلى رواتب أعلى من أجل اجتذابه للعمل لديها، ويضيف: وتولت الزوجة الجهد الأكبر فى تربية الأولاد الأربعة ليلى وطارق ودرية وإيفن بالتأكيد على دور العلم مع إعطائهم دروسا فى الموسيقى ولهذا جميعهم كانت دراستهم مرتبطة بالعلم.

اختار أسماء عربية لأبنائه الثلاثة ما عدا الابن الأصغر الذى أطلق عليه اسم «إيفن» ولهذا الأمر قصة يرويها قائلا: اقترحت على جارتى فى السكن أن نسمى الابن الأخير إيفن على أساس أنه اسم سهل النطق خاصة أن اسم والده السيد كان نطقه صعبا فى أمريكا.

ومثلما كانت زوجته وراء تفرغه للبحث أثناء حياتها كانت هى أيضا دافع له لمواصلة أبحاثه ضد المرض اللعين حين أصيبت هى نفسها به لكن حين تمكن من استخدام تكنولوجيا النانو فى وضع نظريته فى القضاء على هذا المرض كان قد فات الأوان، وتمكن المرض منها ورحلت شريكة حياته قبل أن ينتهى من أبحاثه التى يتوقع أن تستغرق 7 سنوات حتى يتم تطبيق العلاج بالنانو على الإنسان.

كان الهدف الأساسى وراء رغبته فى العودة إلى مصر هى أن يتربى أولاده فى جو مصرى ليحظوا بتربية مصرية ويكونوا بجوار أسرته، ولم تمانع الزوجة لكنها اشترطت أن تجد فرصة عمل فى مصر وهو ما فشلت فيه.
يقول: كنت أبذل كل الجهود للعودة إلى مصر بدون تردد غير أن عدم عثور زوجتى على عمل فى مصر صعب على الأمر»

نبوغه وتفوقه جعلاه ينتقل من جامعة إلى أخرى بعروض مغرية له ولمهمته البحثية من حيث توفير أجهزة ليزر ونانو تكنولوجى بشكل سهل القيام بجميع الأبحاث فى هذا الإطار.

وبالرغم من أن الظروف أجبرته أن يبقى بعيدا عن مصر فإنه وحتى قبل حصوله على الوسام الأمريكى كان دائما ما يعرض خدماته للوطن الأم، فقد ساهم فى تنظيم المؤتمرات البحثية فى مصر مرتين فى العام بدعم أمريكى مع معهد الليزر التابع لجامعة القاهرة وأمد مكتبته بالجديد من الكتب.

يفخر الدكتور مصطفى أنه ينتمى إلى أعظم حضارتين وهما الحضارة المصرية التى كانت فجر الضمير الإنسانى والإمبراطورية الأمريكية التى تقود الحضارة الحديثة.

رصد المركز القومى للبحوث مبلغ مليون ونصف المليون جنيه للقيام بأبحاث النانو فى مصر من خلال تطبيق تلك التجارب على الفئران لدراسة تأثيرها على الجسم نفسه، ويشير الدكتور مصطفى إلى أن التجارب ستتواصل فى مصر، وسيعقب هذا خطوات أخرى من التجارب ستجرى على القردة ثم الإنسان، مضيفا «فى جامعة القاهرة العلماء ينتظرون النتائج لبدء العمل التطبيقى على الإنسان وهذا طبعا لن يتم إلا بعد الحصول على تصريح من وزارة الصحة المصرية».

ويتوقع السيد أننا بحاجة إلى عامين للانتهاء من التجارب على الحيوان فى مصر، ويقول إن الأبحاث ستبدأ من حيث انتهت الأبحاث فى أمريكا، بقصد الكشف عن أجزاء الذهب فى الجسم لمعرفة هل تخلص الجسم منه أم لا وما ضرره وهل من الممكن أن يتسبب فى الوفاة مبكرا؟ وكل هذا يجب ملاحظته على الحيوانات قبل الإنسان.

وحول ما تردده بعض المستشفيات فى أمريكا أنها طبقت ما توصل إليه على البشر من بينها أندرسون كانسر سيتى ــ وهى من أكبر مستشفيات العالم فى مجال البحوث ــ شكك السيد فى الأمر وقال «هذه التجارب صعب تطبيقها على الإنسان بهذه السرعة» ويبرر هذا قائلا «ربما تكون إحدى شركات الدعاية أعلنت هذا لكى ترفع من مقدار الأموال التى ستحصل عليها من هذه الدعاية ولقد دخلت على الموقع الإلكترونى للمستشفى ولم أر شيئا مكتوبا عن هذا الأمر».

يشرح الدكتور مصطفى فكرته فى العلاج بالنانو قائلا: «قطع الذهب المتناهى الصغر «النانو» لها ثلاث صفات:
أولا: أنها تعكس الضوء بشدة، وبالتالى يمكن رؤيتها بسهولة تحت الميكروسكوب، ولو وضعنا هذه القطع على سطح الخلايا السرطانية نستطيع رؤيتها بسهولة.

الصفة الثانية: أنه يمتص الضوء، ويحوله إلى طاقة حرارية، تعمل على تسييح الخلية السرطانية».

ويتوقع الدكتور مصطفى أن يتم تطبيق نظريته فى العلاج بالنانو علی جميع أنواع السرطان مادام أن الجزء المصاب يمكن إدخال الضوء له.

ويأمل أن يؤدى الكشف عن علاج للسرطان فى تدارك العدد الهائل المتوقع أن يصاب بهذا المرض حتى عام 2030 والذى توقعت منظمة الصحة العالمية أن يصل إلى 75 مليونا، ويؤكد أن العلاج بالنانو لن يكون باهظ التكلفة لأنه يعتمد على تقنية تعتمد على جزيئات الذهب متناهية الصغر، وستتمثل التكلفة فقط فى أتعاب المستشفى والأطباء، حيث يمكن علاج ألف مريض بجرام ذهب واحد.

كما يتوقع أن تظهر تطبيقات كثيرة لعلم «النانو» فى مختلف العلوم، ولكنها الآن فى مرحلة البحث للتعرف على آثارها الجانبية.

ويرى الدكتور مصطفى أن «الإنسان هو الذى يكمل المسيرة وليس النفط أو الطاقة الشمسية لذلك يجب الاستثمار فيه ورفع مستوى معيشته».

ويضيف: «من المعروف أن الطاقة البشرية لا تنضب بل تزداد لأن عملية التعليم والتعلم عملية مستمرة وعدد المتعلمين يزداد، هذا بخلاف النفط لأنه حتما سيأتى اليوم الذى ينضب فيه».

ويرى أن إنجازه فى العلم يمكن أن يتكرر فى مصر ويتوقع أن يزداد اهتمام الحكومة بالبحث العلمى وبتوفير فرص عمل لخريجى الكليات العملية من أجل إعادة التوازن بين الملتحقين بالكليات النظرية والعملية، وبنظرة متفائلة يرصد التقدم الحادث فى مجال الإعلام فى مصر الذى أصبح يلعب دورا مهما فى انتقاد الحكومة ومراقبتها ويقول فى هذا الشأن: «الصحافة الأمريكية هى السبب الأساسى فى جعل السياسيين هناك يمشو زى الألف».

وردا على سؤال المهندس إبراهيم المعلم حول دور الحظ فى حياته روى دكتور مصطفى السيد أن طالبتين جاءتا له أثناء زيارته لجامعة القاهرة تسألانه «كيف نصبح مصطفى السيد؟» فرد، قلت لهما: «شغل شغل شغل.. ليل نهار»

الساعات الأخيرة في حياة شهيد العباسية




الساعات الأخيرة فى حياة شهيد العباسية بعيون أصدقائه
نشر في الشروق الجديد يوم 11 - 08 - 2011

مسيرة سلمية لمقر المجلس العسكرى جمعتهم، و«موقعة» العباسية فرقت مصائرهم، فمنهم من قتل ومنهم من ينتظر، وآخرون قرروا استكمال طريق نضال ما بعد 11 فبراير، هذا هو حال أصدقاء الشهيد «الصعيدى» محمد محسن 23 عاما، الذى توفى فى «القاهرة» متأثرا بنزيف فى المخ من «دبشة» ألقيت عليه من أعلى أحد منازل منطقة العباسية فى 23 يوليو الماضى. 
مشاعر متناقضة تنتاب الدكتورة «زينب أبوالمجد» ناشطة سياسية، ما بين الغضب الشديد والهدوء الأشد فى أثناء حديثها عن الشهيد، الطالب بكلية التعليم الصناعى بجامعة سوهاج، يرتفع صوتها بانفعال وهى تتذكر إصراره على المشاركة فى المسيرة، «طلب منا انتظاره تحت كوبرى رمسيس، رغم أنه كان متأثرا بوعكة صحية ألمت به» وقال لها: «يا أنا يا هم» ثم تهدأ وهى تستعيد حوارا دار بينهما قالت فيه: «حيضربونا وحنموت» فرد: «هو فى أحلى من دى موتة».
احتجاج من أسوان إلى القاهرة
محمد جاء من أسوان إلى القاهرة للمشاركة فى مظاهرة 8 يوليو بميدان التحرير، «ولكنه رفض مثل غيره من أهالى الصعيد الرجوع إلى قريته حتى طلعت روحه إلى بارئها» تحكى الدكتورة زينب، التى رافقت الشهيد فى رحلة البحث عن مستشفى وهو ملطخ بالدماء، وتضيف: «أول ما فعله عند وصوله لميدان التحرير أن سجد وقبل الأرض وقال يارب اكتبنى من الشهداء».
كان محمد دائم الانشغال بأحوال بلده «كان يراه يتردى على يد الرئيس المخلوع مبارك وأعوانه، ويندفع من سيئ إلى أسوأ نحو هاوية مجهولة، لذلك التحق بالجمعية الوطنية للتغيير فى أسوانوسوهاج منذ بداية تأسيسها، وشارك فى ثورة 25 يناير منذ يومها الأول»، حسبما يذكر صديق كفاحه «أحمد رجب» عضو ائتلاف شباب الثورة بأسوان، ويؤكد أن محمد كان همه الأكبر نشر الوعى السياسى بين أبناء وطنه، «ولم تكن له أى مصلحة شخصية أو أجندة عامة سوى حب مصر»، وكان يهتف فى أثناء المسيرة «القصاص القصاص من قتلة الشهداء».
«روح محمد محسن الطيبة لن تسامح العسكر» تقول الدكتورة زينب فى غضب، وتسرد: «لا يمكننى أن أنسى منظر الدماء على رأسه وصدره لمدة ست ساعات من النزيف المتواصل، منها ساعتان فى أثناء حصار الشرطة بأسلاكها الشائكة ورصاصها المتناثر فى الهواء، وأهالى المنطقة «المغرر بهم» بالطوب، والأمن المركزى بقنابله المسيلة للدموع»، وتصف تلك اللحظة بالقول: «كأننا كنا فى إسرائيل».
ويكمل عبدالرحيم القناوى صديق محمد الذى عاش معه لحظاته الأخيرة وتلقى «طوبة» فى كتفه هو الآخر، «عربة الأسعاف لم تقم سوى بلف رأسه بشاش أبيض فى محاولة لوقف النزيف، ولم ينبهونا لخطورة إصابته»، يذكر عبدالرحيم أن مستشفى الدمرداش كان أقرب المستشفيات، ومع ذلك رفضوا إدخاله تلك المستشفى «وجدنا بعض البلطجية داخلها يلقون علينا الطوب، فخفنا عليه».
وقائع التقصير الطبى
أيدته الدكتورة زينب وأضافت: «كنا قبلها بقليل فوجئنا أيضا بزميل لنا يسمى سيد مصطفى كان مصابا وتم احتجازه فى مستشفى جامعة عين شمس، وتسليمه إلى الشرطة العسكرية»، تضيف «وأخيرا وبعد عناء استطعنا الخروج من الميدان، لكن المستشفى القبطى رفض استقباله، وأجرى له مستشفى الهلال أشعة توضح خطورة إصابته بنزيف فى المخ ولكن واجهنا الطبيب بعدم وجود سرير خال، وتكرر هذا السيناريو بنفس التفاصيل فى مستشفى قصر العينى، وتدخلت الدكتورة نهلة الحتة الناشطة السياسية عن طريق المدون مالك مصطفى، واتصلت بمساعد وزير الصحة للشئون العلاجية فأوجد له بقدرة قادر سريرا خاليا فى معهد ناصر».
«محمد قضى 11 يوما فى العناية المركزة عقب العملية الجراحية، ولم نقم بإبلاغ أهله إلا بعد دخوله المسشفى بيومين» تقول الدكتورة زينب، وتشير إلى أن الموقف كان صعبا جدا على الأم التى ظلت تردد «مسمحاك»، والأب الذى لم يستطع تحمل رؤية ابنه فاقدا للوعى وبه مضاعفات كثيرة، انتهت بوفاته فى الثالث من أغسطس، وتضيف زينب فى شجاعة «وزير الصحة اتصل بى وأنا بجوار ثلاجة محمد، وأدليت بكل أمانة بما شهدته من عجز وتقصير فى المستشفيات».
بلاغ ضد من؟
أما بخصوص الإجراءات القانونية التى اتخذتها أسرة محمد، فلاحظت «الشروق» وجود اختلاف فى أقوالهم حول الجهة التى اتهموها بقتل ابنهم، قال خالد أحمد عم الشهيد الذى قدم البلاغ فى حديثه ل«الشروق»: «البلاغ اتهم المحرضين والبلطجية وأهالى العباسية بقتل «ابن أخويا»، ولم أشر بأى كلمة اتهام ضد المجلس العسكرى، أو اللواء حسن الروينى عضو المجلس العسكرى»، بينما ذكر خالد على المحامى ومدير المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذى كان حاضرا فى قسم الوايلى أن عمه اتهم الروينى بشكل غير مباشر فى البلاغ، وحاولت «الشروق» الحصول على نص البلاغ ولكن العم ذكر أنه لم يحصل على صورة منه.
وأضاف خالد على أن الموضوع تحول إلى النيابة العسكرية لضم محضر الشهيد محمد محسن ومحضر أحداث موقعة العباسية فى شق واقعة القتل، وأما شق التقصير الطبى، «فقد حولته وزارة الصحة إلى النائب العام».
وترى الدكتورة زينب أن سبب التضارب فى الأقوال يرجع إلى ضغوط يمارسها أحد أقرباء الشهيد من الدرجة الثالثة وينتمى إلى الإخوان على الأسرة بعد الاتفاق مع المحافظ، خصوصا أنه مرشح محتمل على مقعد مجلس الشعب، وانفعلت قائلة: «أحذره من أن يستغل دم محمد فى دعايته السياسية»، وتابعت فى غضب: «محمد كان ليبراليا وفقا للملف الشخصى له على الفيس بوك، ومات لأنه يريد أن يسقط حكم العسكر».
فى رقبة الروينى
«لم أكن أرى أن الذهاب فى مسيرة إلى المجلس العسكرى عما حكيم، ولكن كلنا ضد أن تكون عقوبة من يذهب إلى هناك القتل» هذا ما أوضحه عبدالرحمن يوسف الناشط السياسى المنسق العام السابق لحملة البرادعى، وتابع: «أرى أن دم محمد فى رقبة اللواء الروينى، لأنه حرض أهالى العباسية ضد المتظاهرين السلميين»، وأضاف: «موت محمد عار علينا جميعا، وطريق هذه الثورة لم ينته ويجب أن نكمله للنهاية».
عبدالرحمن يعرف محمد من خلال الجمعية الوطنية للتغيير، وحملة دعم البرادعى وكان مشاركا فى محاضرات الصعيد فى 2010، ووصف محمد قائلا: «لقد لفت نظرى من أول يوم، وكنت أرى فى عينيه بريقا من العزيمة والإصرار وحب هذا البلد».
 

حواري مع الدكتور معتز خورشيد بعد ثورة 25 يناير



وزير التعليم العالى ل(الشروق):الخوف من الشد والجذب فى الانتخابات وراء قرار تأجيل الدراسة 

قال عن نفسه إنه رجل تعدى الستين من العمر، وله خبرة طويلة بالتعليم الجامعى، وإنه لم يكن قادرا على الوصول إلى قمة الهرم باعتلاء كرسى الوزير دون ممارسة العمل الإدارى بتولى منصب نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون البحوث والدراسات العليا وقبلها منصب عميد كلية الحاسبات والمعلومات، كتب خلاصة فكره عن تطوير البحث العلمى فى 12 مقالة فى مجلة «وجهات نظر»، وقال عن نفسه أيضا إنه أول من وضع خريطة بحثية تفصيلية لأول جامعة مصرية «جامعة القاهرة»، وأنه ماض فى صياغة استراتيجية جديدة للتعليم العالى والبحث العلمى خلال الأشهر القادمة، تحديدا « قبل ما يمشى من الوزارة» إنه الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى وأضاف فى حواره مع «الشروق» بابتسامة لا تفارق وجهه «من أول يوم وأنا بقول أنا وزير فترة انتقالية». 
خورشيد طالته اتهامات كثيرة قبل حلف اليمين، منها انتماءه للحزب الوطنى المنحل، ورد على ذلك وقتها بالنفى والقسم بالله، موضحا أن خاله هو الدكتور خالد محى الدين زعيم حزب التجمع « فكان الأولى أن أنضم إلى التجمع»، اعتراضات كثيرة واجهها فى أول قرار اتخذه لتأجيل الدارسة بالجامعات إلى أول أكتوبر، بالتعارض مع مواعيد الدراسة فى المدارس فقال «وزارة التربية والتعليم معندهاش مشكلة إقالة نظار المدراس لكى تؤجل الدراسة، والقرار جاء للانتهاء من انتخاب القيادات الجامعية الحالية، حرصا على استقرار الدراسة».
الوزير فى الحوار يكشف تفاصيل اللقاء الأخير المثير للجدل الذى تم بين رؤساء الجامعات والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، واقتراحه بتنظيم حفل تكريم لرؤساء الجامعات الحاليين على أعلى مستوى، والفراغ الأمنى فى الجامعات وموضوعات أخرى شائكة تناولها الحوار فى السطور القادمة.
أثار لقاء مجلس الوزراء الأخير مع رؤساء الجامعات موجات من الغضب من الحركات السياسية والمهنية بالجامعات، احك لنا ماذا تم فى هذا الاجتماع بالضبط؟
كان هناك تأكيد على مكانة أعضاء هيئة التدريس، مع توضيح أن مطالب التغيير السياسى داخل الجامعات جاءت بسبب المرحلة الجديدة التى يمر بها المجتمع المصرى عقب ثورة 25 يناير، وأن مطالب البعض بإعفاء كل الأماكن القيادية بالجامعات لا تعنى أن أداء كل القيادات كان سيئا خلال الفترة الماضية، فلا يمكن التعميم فى ظل عدم وجود آلية ما لتقييم الآداء للمناصب القيادية بالجامعات، وكان فيه تصور من جانب رؤساء الجامعات أن الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء وراء قرار اعفائهم من مناصبهم، وتم مناقشة توصية مجلس الوزراء باعتبار كل المناصب القيادية شاغرة بالجامعات، وأنه إذا لم يصدر مرسوم عسكرى بشأنها، فإنه من حق كل رئيس جامعة أن يتصرف فى إطار قانون تنظيم الجامعات الحالى، ويتخذ ما يراه مناسبا، وبعضهم كان يرى أن بقاءهم أفضل للعملية التعليمية، ودللوا على ذلك بالدور الذى لعبوه منذ تنحى مبارك، بينما اختار ثلاثة منهم تقديم استقالته طواعية حفاظا على استقرار الجامعة دون أى ضغوط منى عليهم، كل ما قلته لهم أخشى ما أخشاه أن يؤدى بقاؤهم إلى تكرار مظاهرات الترم الثانى من العام الدراسى الماضى.
وما هى أهم الاعتراضات التى وجهها رؤساء الجامعات فى لقائهم مع شرف بشأن إعفائهم من مناصبهم؟
قالوا إنها ستكون سابقة لتدخل السلطة التنفيذية بالجامعات، وتتعارض مع مبدأ استقلالية الجامعة فى اتخاذ قرارها بعيدا عن أى قرارات فوقية، وكان لديهم مرارة داخلية لانهم كانوا عرضة لاتهامات كثيرة فى وسائل الاعلام دون أن يكون لديهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم، ورفضوا أن يطلق عليهم البعض كلمة فلول أو ذيول للنظام السابق، أو أن تعمم عليهم اتهامات وجود علاقة بينهم وبين جهاز أمن الدولة المنحل والحزب الوطنى المنحل، كما طالب البعض بتقييم الجامعات قبل وبعد توليهم للمنصب، ومن حقق نهضة فى جامعته يبقى ومن فشل فليرحل.
أليس غريبا أن تدافع الآن القيادات على استقلالية الجامعة فى ظل سماح بعضهم بدخول البلطجية حرم الجامعة والتعدى على أعضاء حركة استقلال الجامعة 9 مارس الذين كانوا ينادون بطرد الحرس الجامعى؟
كانت هذه وجهة نظرهم أنقلها لك فقط، وأؤكد لك أن الكل مع استقلالية الجامعة، فلا يمكن لأحد أن يتدخل فى الشئون الداخلية للجامعات ولا حتى وزير التعليم العالى.
وهل توافر لديكم تقييم تفصيلى عن رؤساء الجامعات؟ أعلم أن الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى السابق قد أعلن فى تصريحات سابقة عن تقييم أداء الجامعات.
ليس لدى وزارة التعليم العالى هذا التقييم، سواء على مستوى الاداء الاكاديمى أو السياسى، ولا أعلم إذا كان الدكتور هانى هلال قد أنجزه أم أن أحداث الثورة حالت دون ذلك، وأرى أن قيام الوزارة بإعداده قد ينظر له على أنه نوع من التدخل فى شئون الجامعة، وفى ظل عدم وجود تقييم فقد شعر رؤساء الجامعات أن التعامل معهم كان شديد اللهجة، مما انعكس على قرارهم بالاستقالة أو البقاء، ولذلك فكرت أن نكرمهم من قبل المجلس العسكرى ومن مجلس الوزراء كنوع من الشكر.
ولكن كيف نكرم من لديه ملفات سوداء فى كبت الحريات الاكاديمية والطلابية أليس الأفضل أن يأتى التقييم قبل التكريم؟
أنا لست ضد التقييم، فيجب أن يخضع عضو هيئة التدريس بداية من المعيد حتى رئيس الجامعة إلى تقييم الأداء، وأعتقد أن الذى فجر موجة السخط فى الجامعات كان سببه عدم وضوح المعايير الموضوعية والديمقراطية لاختيار القيادات، حيث كان يتم الارتكاز فى عملية الاختيار على علاقة القيادة المرشحة بالنظام السابق والحزب الوطنى المنحل، ولذلك كنت أتمنى أن يحوذ بديل اختيار لجنة لتقييم الاساتذة فى انتخابات القيادات الجامعية على أغلبية أصوات أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، فهذه الآلية تعتمد على أن يتم تقييم الاساتذة الذين يرغبون فى ترشيح أنفسهم فى مناصب قيادية، وأن يتم وضعهم فى قائمة مختصرة على أن يتم التصويت عليهم، ولكن هذا لن يتم بعد تفضيل نحو 85% من المجتمع الجامعى لآلية الانتخاب الحر المباشر، وأعتقد أن آلية تقييم الاساتذة رفضت بسبب فجوة الثقة التى نتجت من من الممارسات السابقة، وخوفا من التأثير على أعضاء اللجنة المشكلة لتقييم الاساتذة المرشحين.
عقب هذا الاجتماع قدم الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة وأحمد الجوهرى رئيس جامعة الفيوم والدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادى استقالاتهم رسميا هل قبلت استقالاتهم؟
بالفعل فى مكتبى ثلاث استقالات ويجب أن أؤكد أن هذا الاستقالات تمت بلا ضغوط من أى جهة عليهم، وأنها تعكس رؤية جيدة فى فهم المناخ السياسى الجديد، ولو كنت فى منصب رئيس جامعة لكنت استقلت أيضا فى ظل هذه الظروف، كما أرى أنهم اتخذوا قرارا سليما، لأنهم ارتقوا فوق مناصبهم، رغم وجود ضغط شعبى بالمظاهرات لاستمرارهم فى أماكنهم،وهذا دليل على وجود قيادات جيدة، وقد طلبت من بعض تلك القيادات أن يرشحوا أنفسهم مرة أخرى إذا أرادوا فى ظل الضوابط التنفيدية لانتخابات القيادات، التى انتهينا منها وتم وضعها فى تقرير ملف القيادات الجامعية الذى عرض على مجلس الوزراء فى اجتماعه الأخير.
هل قبلت تلك الاستقالات؟
المجلس العسكرى هو من له حق القبول أو الرفض.
تم إعداد المرسوم بقانون باعتبار القيادات شاغرة منذ أول يوليو، وحتى الان لم يصدر المرسوم العسكرى ما تعليقك؟
اسمحى لا أريد أن أعلق على هذه الجزئية.
إذن كيف ترى الوضع الجامعى فى ظل وجود أغلبية ترفض تقسيم الانتخابات على مرحلتين، مرحلة على نسبة 40% من الاماكن الشاغرة والباقى بعد صدور المرسوم الذى تأخر كثيرا؟
السياسة هى فن الممكن ولقد تقابلت بمجموعة تمثل تيارات مختلفة من الحركات المهنية والسياسية بالجامعة بعد فترة قصيرة من لقاء مجلس الوزراء بقيادت الجامعة وقلت لهم يجب أن نصل إلى حل توافقى خاصة أن الوزارة بذلت كل جهدها لاحداث عملية التغيير المطلوبة ووصلنا بعد استقالة بعض رؤساء الجامعات إلى امكانية اجراء الانتخابات على نسبة إلى 50% من القيادات الشاغرة.
ولكن فى ظل التهديدات بالعصيان والاضراب فى بداية العام الدراسى الجديد ماذا يمكن أن تتخذون من قرارات فى هذا الشأن؟
أتابع بمزيد من الحرص ما ستنتهى إليه قرارات المؤتمر العام للنوادى المقرر انعقاده فى سبتمبر، ومازلنا نحاول اقناع باقى القيادات بالمنطق لتفهم الوضع السياسى وتقديم الاستقالة.
كنت أحد أعضاء اللجنة الوزارية التى شكلها الدكتور عمرو سلامة وزير التعليم العالى الأسبق، ويردد الأساتذة أنك كنت ترفض بشدة أسلوب الانتخاب الحر المباشر للقيادات وأنك عبرت عن هذا التوجه فى اجتماع للجنة، ومن هنا يبرر البعض سبب عدم تحمسك ودفاعك بقوة عن ملف القيادات الجامعية؟
بالفعل كنت أحد أعضاء اللجنة الوزارية التى وضعت البديلين للاختيار القيادات الجامعية، ولكنى لم اشارك إلا فى نهاية تلك الاجتماعات وحضرت اجتماعين فقط، وكان لى رأى أن الجامعة لها طابع خاص وأكاديمى، لا يصح أن يتم اتخاذ قرار دون الرجوع إلى التجارب الدولية، وكنت مع بديل تشكيل لجنة تقييم لانتخاب القيادات الجامعية، لان الانتخاب المباشر للقيادات الجامعية لا تعرفه معظم جامعات العالم، ولكن بعد انتهاء استطلاع آراء المجتمع الجامعى باكتساح لصالح الانتخاب المباشر فإن الوزارة أعلنت احترامها الكامل لاختيارات أعضاء هيئة التدريس.
إذا تحدثنا عن اجتماع المجلس الأعلى للجامعات الأخير، لماذا اتخذتم قرارا بتأجيل الدراسة بخلاف وزارة التربية والتعليم؟
وزارة التربية والتعليم ليس عندها مشكلة القيادات الجامعية الحالية، فلا يوجد مطالبات بإقالة نظار المدارس لكى تؤجل الدراسة، وهذا القرار جاء بعد دراسة وتفكير فى الانتهاء من مسألة الانتخابات قبل بدء الدراسة.
لماذا تعتقد أن تأجيل الدراسة هو أفضل قرار؟
لأن الجامعات ستكون فى استقرار أكثر والمناخ السياسى سيكون أفضل، وفى توقعات أن تكون المرحلة الأولى للانتخاب على الاماكن الشاغرة بها شد وجذب.
الانتخابات الطلابية تتم أثناء العمل الدراسى ولا أحد تحجج بأنها قد تعطل الدراسة؟
هذه آلية مؤقتة وتخدم المناخ السياسى الحالى، ومن خلال تطبيقها قد نكتشف أخطاء وهى قابلة للتعديل وليست نهائية؟
فى مطلع الأسبوع الماضى تم اختيار الدكتور عمرو سلامة رئيسا للهيئة التأسيسية لنقابة مهنية لأعضاء هيئة التدريس فى ظل وجود تصارع بينها وبين نقابة عمالية أخرى أنتم مع أى نقابة؟
اختيار سلامة شىء يسعدنى لأنه شخصية ممتازة، وبالنسبة لوجود اختلاف بين النقابتين أتمنى أن يتم توحيد كل الجهود ويتم انشاء نقابة واحدة لاعضاء هيئة التدريس، فليس من الصالح العام أن يكون فى أكثر من نقابة لاعضاء هيئة التدريس، ولقد تقابلت مع الطرفين، ونقلت لهم هذا الرأى وقلت لهم أننى مستعد أن اعقد لقاءات مع كل الاطراف من أجل تكاتف الجهود.
هل انت كنت من مؤيدى انشاء نقابة لاعضاء هيئة التدريس من قبل أم أن ظروف الثورة اقنعتك بهذا الأمر؟
قبل الثورة كانت نوادى أعضاء هيئة التدريس تؤدى دور النقابة، ولكن أرى أن المناخ الحالى يسمح أن يكون لاساتذة الجامعة نقابة يكون لها أدورا مختلفة اجتماعية وصحية، وأن انشاء النقابة الان أصبح أمر ضروريا.
ما آخر المستجدات فى مسألة اضافة حافز الجودة بشكل ثابت على وراتب أعضاء هيئة التريس بالجامعات والمراكز الحثية؟
وزارة المالية وافقت على تخصيص مليار و350 مليون جنيه على شكل حوافز جودة إلى الجامعات ،منهم 105 ملايين فقط تم تخصيصها لمركز للبحوث التابعة للوزارة، وهذا القرار للأمانة تم اتخاذه فى عهد عمرو سلامة الوزير السابق، ولم أقم بشىء سوى متابعته، خاصة أن التغيير الوزارى الأخير وتولى الدكتور حازم الببلاوى منصب وزارة المالية جعل البعض يظن أن الزيادة على الرواتب ستقتصر على 9 شهور فقط، ولكننى أصريت على جعل تلك الزيادة طوال العام، لاقتناعى أنه ليس حافزا ولكنه اضافة ثابتة كخطوة أولى لتعديل الكادر المالى للاستاذ الجامعى وهيئات البحوث، ومجلس الوزراء أصدر قرارا بهذا الشأن، لهذا أفكر جديا فى تغيير مسماه الحالى من حافز الجودة إلى مسمى آخر.
هل قرار مجلس الوزراء بشأن اضافة الحافز إلى الرواتب مرفق به المبلغ السنوى المحدد للصرف؟
لا.
وما الذى يضمن أن تلتزم وزارة المالية بصرفه كل شهر، خاصة أن المالية دأبت على التأخر فى صرفه فى العهد السابق؟
قرارات مجلس الوزراء لابد أن تحترم، وهذه ليست مشكلة وزارة التعليم العالى وإنما مشكلة المالية فعليها أن تدبر الاموال اللازمة للصرف.
كنت أحد المعارضين للتشريع الموحد للتعليم العالى الذى طرحه الدكتور هانى هلال الوزير السابق، وعبرت عن هذا فى أحد اجتماعات نادى أعضاء هيئة التدريس، الان بعد أن أصبحت وزيرا ما هو البديل الذى تطرحه؟
أرى أن هناك مستويين لادارة منظومة التعليم العالى، منها ما هو استراتيجى ولا بد أن يكون متكاملا، لتحديد أدوار الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتيارات البحثية والتخصصات، والمهتمين بالشأن الجامعى يعلمون وجود مجموعة من الاستراتيجيات، وبدأ ذلك فى مؤتمر تطوير التعليم الجامعى عام 2000 فى عهد الوزير الدكتور مفيد شهاب، وانتهى المؤتمر بوضع خطة جيدة، ونتج عنه مشروعات تطوير التعليم الخمسة التى مولتها البنك الدولى، ثم تم تعديلها فى فى عام 2004 فى عهد عمرو سلامة، وفى 2007 و2008 تم عرض استراتيجية أخرى فى مجلس الشعب فى عهد هلال، واعتقد أن كل تلك الاستراتيجيات تمثل لدى نقاطا رئيسية ومرجعية مهمة للاعلان عن استراتيجية جديدة تتناسب مع المرحلة الحالية.
ومتى تعلن عنها وما هى أهم ملامحها؟
خلال الشهور القليلة القادمة وسأعلن عنها فى وقتها.
بعض الحركات المعارضة كانت ترى أن تطوير الجامعات لن يحدث إلا بالاستقلال ولن يتحقق هذا من وجهة نظرهم إلا بالغاء وزارة التعليم العالى وتحويل المجلس الاعلى للجامعات إلى مجلس استشارى فقط ما ردك؟
هناك حاجة إلى المجلس الاعلى للجامعات والتعليم العالى فى الفترة الحالية لوضع الرؤى الاستراتيجية فى هذا المجال وما بعد هذا تترك الحرية للجامعات، مع ضمان تحقيق الاستقلالية.
أحيانا يردد من لا يكونوا فى مناصب غير رسمية، لو توليت وزارة التعليم العالى سأعمل على كذا وأغير كذا ماذا عنك؟
أحيانا تلك الرؤى تبعد عن الواقع، وأحيانا تصطدم بصخرة عدم امكانية التغيير.
هل معنى كلامك أنك اصطدمت بصخرة عدم التغيير، ودعنى أذكرك أنك قلت فى تصريحات ل«الشروق» قبل حلف اليمين أن لديك بعض الافكار نحو تطوير الجامعات الخاصة هل وجدت بعض الصعوبة فى تحقيق رغبتك بتطوير آدائها؟
ليس هناك صدام، ولكن كان أملى دوما أن يكون للجامعات الخاصة دور فى استكمال الطاقة الاستيعابية للطلاب الناجحين فى الثانوية العامة، ولكن هذا لم يحدث لان عدد المقبولين هذا العام منهم فى الجامعات الخاصة لم يزد على 25 ألف طالب فقط من 375 ألف طالب فى الجامعات الحكومية والمعاهد بما يمثل 5% من الطاقة الاستيعابية، كما كان لى توجه مسبق فى عدم تكرار برامجها وتخصصاتها مقارنة بالجامعات الحكومية، كما لدى أمل فى أن تكتسب الجامعات الأهلية أرضية جديدة، وأن تكون مدعومة من المؤسسات المدنية، وأن يختلف دورها عن الجامعات الخاصة بكونها غير هادفة للربح وأن يعاد توزيع أرباحها والفائض يعاد ضخه فى العملية التعليمية.
لو تكلمنا عن عن المشكلة الأمنية التى ظهرت بوادرها واضحة فى الترم الثانى من العام الدراسى الماضى بعدما سحبت وزارة الداخلية أفراد الأمن بها، وعدم وجود قدرة مالية، ماذا أنتم فاعلون؟
أمن الجامعات يمثل أولوية أولى وسندعمه، وأحب أن أؤكد أن سحب أفراد الداخلية للحرس الجامعى حق اكتسبته الجامعات بالقانون ولا يمكن أن نتخلى عنه، ومع ذلك سيظل الفراغ الأمنى مشكلة فى بعض الجامعات، وسنحاول أن ندعمه من خلال توفير موارد مالية للجامعات غير القادرة ماديا على تعيين كوادر أمنية، ونرى أن بعض جامعات القاهرة الكبرى نجحت فى أن تكتفى ذاتيا بتعيين افراد أمن مدنيين.
بعض رؤساء الجامعات ذكروا أن وزارة المالية كانت تعطى مكافآت للحرس الجامعى، والان تمتنع عن ذلك فلماذا لا تتدخلون لاعادة ضخ تلك الاموال للحرس المدنى؟
وزارة المالية كانت تفعل ذلك فى بعض المؤتمرات والاحداث المهمة بالجامعة، ومن الصعب طلب أى أموال اضافية أخرى من المالية فى اطار هذه الظروف فى ظل تراجع معدلات النمو.
ما همومك بالنسبة لتغيير اللائحة الطلابية باعتباها من القضايا المتفجرة؟
اضع فى قائمة أولوياتى الطالب الجامعى، ومن أولوياتى أن يتم إعادة النظر فى اللائحة القديمة والنشاط الطلابى، وأعتقد أن المناخ السياسى الجديد أعطى مكتسبات جديدة لصالح الطالب الجامعى فى المطالبة بحقوقهم وممارسة نشاطهم والطالب الجامعى بعد الثورة أصبح مطمئنا بأن انتخابات اتحاد الطلبة لن تزور مرة أخرى، وأنهم أصبحوا ممثلين فى المجالس الجامعية، وافكر أن يكون لهم تمثيل آخر فى مجلس الدراسات العليا.
البعض يعتبر ما حدث فى نتائج الثانوية العامة هذا العام أوكازيون ماذا ترى؟
لم يكن أمامنا مع ارتفاع معدلات النجاح سوى اللجوء إلى حل وسط يتضمن قبول زيادة أعداد المقبولين فى اطار الطاقة الاستيعابية للجامعات.
ما أجندتك لتطوير البحث العلمى فى الجامعات؟
البحث العلمى قضية الحاضر والمستقبل، ولن ترتقى مصر إلى مصاف الدول المتقدمة بدونة، وعندى تصور للتطوير خاصة أننى صاحب أول خطة بحثية تفصيلية لجامعة القاهرة، والجامعة تستفيد منها الان، وهذه كانت قضيتى الاولى، واعتبر أنها مشكلة تصل إلى المأساة بسبب عدم تخصيص ميزانيات له، فى ظل اقبالنا على مشروعات بحثية كبرى مثل مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا تحتاج إلى توفير كوادر بحثية، وتغيير أساليب التدريس، وعدم تطوير البحث العلمى فى مصر كان سببه أن البنية المؤسسية للبحث العلمى مازالت تقليدية، ونحتاج أن تتحول إلى منتجعات البحث العلمى أو ما يسمى Science park تضمن تشابك المؤسسات البحثية مع الصناعة والمجتمع.