«الدبلوماسية أم الكارثة».. بماذا ينتهى سيناريو التسلح النووى؟

رسالة فيينا- داليا العقاد:
نشر فى : الإثنين 7 مارس 2016 - 11:09 ص | آخر تحديث : الإثنين 7 مارس 2016 - 3:58 م
نشر فى : الإثنين 7 مارس 2016 - 11:09 ص | آخر تحديث : الإثنين 7 مارس 2016 - 3:58 م
• 20 عاما على إنشاء منظمة حظر التجارب.. وزهران: أمن الشرق الأوسط مرهون بنزع السلاح النووى
يظل الأمن والسلام العالمى مهددين بين جمود مفاوضات نزع التسلح النووى، وعدم دخول معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التى تبنتها الأمم المتحدة حيز التنفيذ منذ 20 عاما.
ويعد الشرق الأوسط من أكثر المناطق سخونة فى المحافل الدولية، وهو ما يظهر فى الصراع بين إيران وإسرائيل ومصر فى مؤتمر «العلوم والدبلوماسية للسلام والأمن» فى فيينا، وحصلت كاتبة هذا السطور على دعوة من منظمة حظر التجارب النووية لحضور جلسات المؤتمر على مدى 13 يوما.
وشهدت الجلسات حالة من الجدل بعد دعوة الدبلوماسيين الإسرائيليين لفرض مزيد من الضغوط على إيران والدول العربية من أجل التصديق على اتفاقية حظر التجارب النووية، وقالت سفيرة إسرائيل لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ميراف زفارى أوديز، «إسرائيل دولة ذات سيادة، وأمنها الوطنى يمنعها من الانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووى».
وبالتوازى، كانت هناك ردود فعل قوية من الدبلوماسيين الإيرانيين ترفض الضغط على طهران من أجل التصديق على أى اتفاق لا يخدم مصالحها، وقال نائب المدير العام للشئون السياسية الدولية والأمن بوزارة الخارجية بإيران، الدكتور محمد حسن دريايى، «لن تستطيع أى دولة مهما كانت أن تضغط على إيران»، ما أثار غضب بعض الساسة الإسرائيليين.
ورد سفير مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقا، منير زهران، على السفيرة الإسرائيلية أن «أمن المنطقة مرهون بتنفيذ معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التى لم توقع إسرائيل عليها»، فحاولت السفيرة الإسرائيلية تحويل الأنظار إلى بعض الدول العربية باتهامها باختراق المعاهدة، مؤكدة التزامها ببناء المحطات المحلية التابعة للمعاهدة وعدم التزام غيرها بذلك ــ قاصدة مصر ــ فى محاولة لكسب التعاطف الدولى.
وأوضح زهران لـ«الشروق» أن مصر ليس لديها أسلحة نووية كى تجرى اختبارات عليها، وإنما تسعى فقط للاستخدام السلمى للطاقة النووية فى توليد الطاقة الكهرباء، مؤكدا اشتراط مصر توقيع إسرائيل أولا على معاهدة منع الانتشار النووى قبل أن تصدق عليها.
وأشار زهران على هامش المؤتمر أن إسرائيل والهند وباكستان رفضت التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، كما انسحبت منها كوريا الشمالية فى 2002، وبذلك لم تعد المعاهدة عالمية، موضحا أن تنفيذ بنود المعاهدة يتضمن منع إنتاج واستخدام وتخزين الأسلحة النووية، فضلا عن تدميرها من خلال جدول زمنى محدد، وأردف «للأسف الدول النووية لا تريد التفاوض بشأن نزع سلاحها النووى».
ووصف زهران ــ الذى تلقى دعوة من السكرتير التنفيذى لمنظمة حظر التجارب النووية للمشاركة فى المؤتمر بصفته المسئول السابق عن النواحى القانونية والتأسيسية لاتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية ــ معاهدة منع الانتشار النووى بأنها فى حالة «بيات شتوى»، بسبب جمود مفاوضات نزع السلاح النووى، محذرا من أن انتشار الأسلحة النووية فى العالم يزيد من خطر الحرب النووية.
وشدد سفير مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقا على ضرورة عدم وضع الدول غير النووية هدفا من المجتمع الدولى للضغط الدائم عليها للتصديق على معاهدة حظر التجارب النووية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لم تصدق على المعاهدة حتى الآن، وتابع «لو تخلصنا من الأسلحة النووية لن نحتاج إلى معاهدة».
ويرى زهران أن هناك عيوبا تشوب معاهدتى الانتشار النووى وحظر التجارب، بسبب الإخلال بمبدأ المساواة بين الدول، حيث تم تقسيمها إلى دول نووية وأخرى غير نووية، فضلا عن أنها ظلت لمدة تصل إلى 20 عاما دون أن تتحول لواقع ملموس.
كما يرى الخبير السابق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، يسرى أبوشادى، أهمية تصديق إسرائيل على معاهدة حظر التجارب النووية، ثم مصر بالتبعية، دون ربط ذلك بانضمام تل أبيب لمعاهدة منع الانتشار النووى، موضحا أن التصديق على الاتفاقية سيسهل دخول فرق «التفتيش الموقعى» التابعة للمعاهدة إلى إسرائيل، ومنع أية تجارب نووية مستقبلا.
وأضاف أبوشادى «هناك معلومات موثقة تقول إن إسرائيل لديها 200 رأس نووى، وأنها أجرت اختبارا على سلاح نووى فى المحيط الأطلنطى فى 1979 بالتعاون مع جنوب أفريقيا».
وحول مستقبل معاهدة حظر التجارب النووية، قال أبو شادى ــ الذى كان مسئولا سابقا عن التفتيش على كوريا الشمالية ضمن مهام وكالة الطاقة الذرية ــ «تعامل الولايات المتحدة الأمريكية غير السوى مع بيونج يانج بادعاء مسئوليتها كذبا عن سرقة مواد لتصنيع أسلحة نووية، ثم فرضها العقوبات الاقتصادية عليها، فضلا عن منع تصدير البترول الذى تعتمد عليه بنسبة 50% فى توليد الكهرباء فى الشتاء، أثار غضب المسئولين الكوريين وجعلهم أكثر حرصا على تملك السلاح».
ويؤكد المستشار فى وزارة الخارجية اليمينية، بندارى عبدالله، أن هناك تكاملا بين معاهدتى منع انتشار الأسلحة النووية والحظر الشامل للتجارب النووية، قائلا: «إسرائيل تصدر أمنها القومى كأولوية أولى للتهرب من التزاماتها الدولية، فهى تشترط تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، فى المفاوضات الدولية، لكننا نطالب بنزع السلاح أولا».
وردا على ما عرضته السفيرة إسرائيل بخصوص خرق بعض الدول العربية اتفاقية منع الانتشار النووى، وصف عبدالله تصريحاتها بأنها سياسة «ذر الرماد على العيون»، مشيرا إلى أن التقارير الدولية لم تثبت وجود أسلحة نووية فى العراق باعتراف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، الدكتور محمد البرادعى، داعيا تل أبيب إلى الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووى لإثبات حسن نواياها.
• التجارب النووية بالأرقام.. لا منافس للولايات المتحدة
- الولايات المتحدة: أجرت 1032 تجربة بين عامى 1945 و1992.
- الولايات المتحدة: أجرت 1032 تجربة بين عامى 1945 و1992.
- الاتحاد السوفيتى: أجرى 715 تجربة بين عامى 1949 و1990.
- المملكة المتحدة: أجرت 45 تجربة بين عامى 1952 و1991.
- فرنسا: أجرت 210 تجارب بين عامى 1960 و1996.
- الصين: أجرت 45 تجربة بين عامى 1964 و1996.
- كوريا الشمالية والهند وباكستان: أجرت 8 تجارب بين 1998 و2016 بواقع 4 لبيونج يانج و2 لنيودلهى ومثلهما لإسلام أباد.
أخبار متعلقة